يبدو أن الكتاب المنتظر صدوره للصحافي محمد الطايع، حول تجربة التناوب التوافقي، التي قادها عبد الرحمان اليوسفي، المعنون ب"عبد الرحمان اليوسفي والتناوب المجهض"، قد أجج حرب مذكرات داخل حزب الوردة. وفيما علمت "كود" أن الصحافي محمد الطايع، يضع آخر اللمسات لطبع كتابه وتوزيعه مع أحد الناشرين، شهرا بعد نشر مقتطفات من الكتاب المذكور في جريدة "المساء"، كشفت مصادر مطلعة أن محمد اليازغي، الخصم رقم واحد لعبد الرحمان اليوسفي، طلب من دار النشر إعادة طبع عدد مضاعف من مذكراته التي سجلها وأعاد صياغتها معه على شكل سلسلة حوارات الصحافي بجريدة "القدس العربي" محمود معروف، حتى تغطي في السوق على كتاب "اليوسفي والتناوب المجهض"، الذي اعتبره العديد من المتتبعين بمثابة الرد على هجوم اليازغي في كتابه على عبد الرحمان اليوسفي، خصوصا ما نشر منه من مقتطفات بجريدة "المساء" أيضا خلال السنة الماضية، خلال وجود مديرها السابق رشيد نيني بالسجن. من جهة ثانية، علمت "كود" أن العديد من القيادات الاتحادية اعتبرت أن الكتاب المرتقب صدوره وتوزيعه في الأسواق "بمثابة إعادة اعتبار لعبد الرحمان اليوسفي، وسبق أن أثير الكتاب في اجتماع سابق للمكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، وأثار ردود فعل متباينة في أوساط مناضلي وقيادات الحزب المحلية والجهوية والوطنية، خصوصا أنه من المنتظر أن يتضمن معطيات تنشر لأول مرة وتورط قيادات الاتحاد في سياق مؤامرات قامت بها ضد تجربة عبد الرحمان اليوسفي وكانت من أسباب اعتزاله العمل السياسي". ويشار أيضا إلى أن إسلاميي العدالة والتنمية مهتمون بصدور الكتاب المرتقب، خصوصا أنه يتضمن معطيات دقيقة حول ما كان يسميه المجاهد عبد الرحمان اليوسفي بجيوب مقاومة التغيير، والتي يصفها ابن كيران، رئيس الحكومة بالعفاريت والتماسيح. إلى ذلك، أكدت مصادر متطابقة ل"كود" أن العديد من الشخصيات والهيآت المحتفية بالكتاب، حجزت مسبقا لدى كاتبه أعدادا كبيرة من النسخ. ويذكر أن مستوى الخصومة بين اليوسفي واليازغي، وصل إلى درجة أن رفض قائد تجربة التناوب الجلوس إلى جانب اليازغي، في حفل تأبين القائد الجزائري أحمد بنبلة بمسرح محمد الخامس، طالبا من المنظمين أن يبحثوا له عن مقعد آخر، كما لم يبادرا بالسلام على بعضهما. على مستوى الأوساط الصحافية من المترقب أن يتضمن الكتاب معلومات تنشر لأول مرة، حول وجهة نظر عبد الرحمان اليوسفي، بخصوص حقيقة توقيعه على قرار إغلاق أسبوعتي "الصحيفة" و"لوجورنال"، ويعري حقائق حول بعض شخصيات تنتمي إلى ما يسمى باليسار الجذري في علاقتها بتجربة التناوب وتجربة الإنصاف والمصالحة. هذا، وعلمت "كود" أن عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول الحالي للحزب، شرع منذ حوالي 7 أشهر في كتابة مذكراته أيضا وتجربته السياسية داخل حزب القوات الشعبية، وسيشرف على صياغتها الكاتب الاتحادي حسن نجمي، الذي اشتغل معه مكلفا بالتواصل ديوانه لما كان رئيسا لمجلس النواب على عهد الحكومة السابقة.