سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السفير الأمريكي يطمئن بنكيران على مستقبل حكومته ويقول "أبتسم حين أجد الناس ينتقدون حكومتهم" والياس العماري: نحن نعرف الدور الذي لعبته السفارة الأمريكية في وصول العدالة والتنمية للحكومة
كشف حوار صامويل كابلان، سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالرباط مع موقع "هسبيريس"، عن دعم واضح لحزب العدالة والتنمية الإسلامي والحكومة التي يقودها أمينه العام عبد الإله بنكيران. دعم متجدد للمرة الثانية في ظرف أقل من شهرين، بعد حوار سابق خص به صامويلا كابلان جريدة "المساء" غداة المؤتمر الوطني السابع للحزب الإسلامي. حزب العدالة والتنمية، كما يقول السفير الأمريكي ل"هسبريس"، "يستحق الكثير من الاحترام والتقدير لأنه فاعل سياسي كبير.. لقد نظم نفسه بشكل جيد خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة، وركز في تواصله على 3 محاور هي توسيع الطبقة المتوسطة، ومحاربة الفساد والرشوة، وإصلاح النظام التعليمي.. وبهذا حصل على عدد كبير ومهم من الأصوات، وكان نصيب نجاحهم من أصوات مواطنين متعاطفين مع الحزب ليس لكونه فقط إسلاميا". أكثر من ذلك يدعو كابلان المغاربة إلى "الصبر" على الحكومة التي يقودها الإسلاميون، إذ أنها "تتجه نحو إصلاح العديد من الأمور، خصوصا ما يتعلق بالاقتصاد والتعليم وكل ما يمس الحياة اليومية للمواطن المغربي، وأنا أبتسم حين أطلع على ما تكتبه الصحافة المغربية وأجد الناس ينتقدون حكومتهم، وأرى أن كل أنواع الصراع السياسي بالمغرب ستساهم بشكل كبير وفعال في تلك الإصلاحات، فالديمقراطية ليست سهلة المنال". كما يدخل السفير الأمريكي في التفاصيل وينبه إلى أن "نظام المقاصة بالمغرب يقدم العديد من المساعدات لكنه يبقى نظاما مكلّفا جدا، وهذا ما يجب أخذه بعين الاعتبار.. أعتقد أن المغرب قام بخطوة صريحة جدا عند حصوله على خط ائتماني من صندوق النقد الدولي، ونحن بدورنا سنبذل بكل ما بوسعنا لمساعدة المغرب الذي هو بلد صديق". أهمية تصريحات كابلان المشيدة بحزب العدالة والتنمية والداعية إلى الصبر على الإصلاحات التي تباشرها حكومته، تكمن في التوقيت الذي صدرت فيه. توقيت يتميز بانتقاد بعض معارضي الإسلاميين لحلفهم مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. أياما قليلة قبل صدور حوار السفير الأمريكي في "هسبريس"، قال إلياس العماري، القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، لجريدة "الاتحاد الاشتراكي" عن وصول العدالة والتنمية للحكومة "نحن نعرف الدور الذي لعبته السفارة الأمريكية والمبشرون الجدد، ولهذا فالسياق الذي جاءت فيه الانتخابات المغربية هو سياق أمريكي بامتياز. فوصولهم إلى الحكم ليس نتيجة الربيع العربي، كما صرح بذلك رئيس الحكومة في أكثر من مناسبة. أبدا، إن الأمر مدروس ومرتبط بعضه بالبعض". بالمقابل جدد صامويل كابلان التأكيد على دعم الأمريكيين لكريستوفر روس، المبعوث الأممي للصحراء المغربية، الذي سحب منه المغرب الثقة في وقت سابق. يقول كابلان ل"هسبريس": "الولاياتالمتحدةالأمريكية دائما ما تساند الأممالمتحدة في مسارها في التوسط وإيجاد حل لملف الصحراء، ولأجل ذلك فإنا نساند المبعوث الذي يعينه الأمين العام للأمم المتحدة.. من هذا المنطلق نساند كريستوفر روس الذي عينه بَانْ كِي مُونْ.. فملف الصحراء من المنظور المغربي يتعلق بالحكومة المغربية، وأنا أرى أن المغرب عازم على إيجاد حل للقضية، وسيقوم بكل ما يقدر عليه في إطار مصلحته الخاصة". علما أن سعد الدين العثماني، وزير الخارجية والتعاون ورئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، كان سباقا لكشف أن الولاياتالمتحدةالأمريكية "غاضبة على المغرب" بعد قراره سحب الثقة من روس دون تشاور مع الأمريكيين. رغم أن العثماني نفى في حديث لجريدة "التجديد" هذا الخبر الذي كانت نشرته جريدة "أخبار اليوم المغربية". محمد ضريف، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الحسن الثاني بالمحمدية، سبق أن أوضح في حوار مع "كود" أن "السفارة الفرنسية في الرباط كانت تتوقع فوز أطراف أخرى بانتخابات 25 نونبر 2011، على عكس السفارة الأمريكية التي كانت تتوقع فوز العدالة والتنمية". مضيفا في ذات الحوار ""لنكن واضحين، الولاياتالمتحدةالأمريكية لعبت دورا كبيرا في رسم الخرائط السياسية الحالية في المنطقة. توقعاتها بفوز الإسلاميين لم تكن ترتبط فقط بدقة المعطيات التي كانت تتوفر لديها، ولكن أيضا بقدرتها على إدراك السياق الحالي ورسم معالمه. أما تحفظ الفرنسيين فيرتبط أساسا بأنهم يدركون أن العدالة والتنمية سيتراهن أكثر على الولاياتالمتحدة مقارنة مع فرنسا".