اعلن مرشح الأمانة العامة لحزب الاستقلال حميد شباط في تجمع له بمناصريه بمسرح محمد السادس بالدارالبيضاء عن الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي للظفر بمنصب الامين العام للحزب . وقد وزع أنصار شباط كتيبا باللغتين العربية و الأمازيغية حول برنامج شباط الانتخابي وذلك في تطور ملفت وتاريخي لموقف مناضلي الحزب من قضايا الهوية و التعدد اللغوي بالمغرب ، وبعتبر ذلك اختبارا حقيقيا لمنافسه عبد الواحد الفاسي والذي يجسد المواقف الكلاسيكية لقيادة الحزب من مسألة الأمازيغية و التي تعتبر غير إيجابية وغير داعمة لبروزها كمكون أساسي من مكونات الهوية اللغوية و الثقافية المغاربة . مصدر حضر اللقاء صرح ل 'كود' أن شباط يراهن على معطى الجهوية و التعدد في المغرب لكسر سيطرة آل الفاسي و فاسة عموما على قمرة قيادة الحزب . ويتجلى ذلك حسب نفس المصدر في الحضور القوي ل صحراوة و سواسة في تجمع الدارالبيضاء إضافة إلى مناضلي طنجة و سيدي قاسم . غير أن عضو بالمجلس الوطني لحزب الاستقلال أكد أن العنصر القوي في سوس و هو المنسق الجهوي هناك الحاج قيوح لازال لم يعلن صراحة موقفه من حرب الزعامة المشتعلة داخل البيت الاستقلالي و يعول حميد شباط على دور أكبر لبرلماني العيون حمدي ولد الرشيد من أجل استمالة صديقه قيوح و قواعده من أجل دعم ترشيحه ضد عبد الواحد الفاسي . كلمة حميد شباط في تجمع مسرح محمد السادس بالدار البيضاء حملت مجموعة من للرسائل السياسية التي تذكر بمواقفه و قوته على مواجهة الصعاب و لا سيما تلك التي واجهها الحزب في السنوات الأخيرة خصوصا حربه ضد البام ثم صراعه مع الاسلاميين في جهة فاس . ومن بين المغازلات التي أطلقها حميد شباط تلك التي وجهها إلى استقلاليي الصحراء و خصوصا حمدي ولد الرشيد حيث قال شباط حسب ما صرح به مصدر حضر اللقاء ل 'كود' بأن قيادة الحزب لم تساند أعضاءه قي الصحراء في ملف ' اكديم ازيك' المفبرك حسب تعبيره ، و اتهمها بالجبن والخوف من جهات كانت وراء إشعال تلك الأزمة بهدف كسر قوة الحزب في الأقاليم الصحراوية . و أضاف شباط أنه اتخذ مواقف ثابتة و داعمة لمناضلي الحزب بالصحراء علي خلفية اكديم ازيك و نبه إلى أنها قضية مفتعلة تروم محاربة حزب الاستقلال في إشارة إلى التجمع الضخم الذي نظمه في فاس سنة 2011 و عبر خلاله صراحة عن مواقفه من القضية و طالب رفقة مستشاري الحزب بالصحراء بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية الملف باعتبارهم ضحايا أجندة بعض الجهات المنافسة للحزب و التي أشرف على تنفيذها والي العيون السابق و الذي حمله حزب الاستقلال المسؤولية في اندلاع قضية اكديم ازيك أمام لجنة تقصي الحقائق التي شكلها البرلمان آنذاك برئاسة قيادي التجمع الوطني للأحرار رشيد الطالبي العلمي . ربما يريد شباط الآن من مناضلي الصحراء و خصوصا أعضاء المجلس الوطني الاعتراف بالجميل و رد الدين عبر دعم ترشحه ضد عبدالواحد الفاسي . ويستغل شباط في ذلك الشراكة الاستراتيجية بينه و بين عراب الاستقلال في الصحراء حمدي ولد الرشيد الذي لا يتوانى في إظهار إعجابه الشديد بخصال شباط كلما اتيحت له الفرصة لذلك . و تتذكر 'كود' كلمة ألقاها ولد الرشيد خلال حملته الانتخابية للتشريعيات الأخيرة في تجمع نظمه الاتحاد العام للشغالين بالمغرب الذراع النقابي للحزب و ذلك دعما للائحة ولد الرشيد حيث قال حمدي بعد شكره لنقابيي العيون أن الأمين العام لهذه النقابة، في إشارة لشباط، هو بطل كبير و مناضل رفيع تربطه بمدينة العيون علاقات قوية في إشارة إلى التوأمة التي وقعها الطرفان بين مدينتي العيون و فاس و التي قام شباط بموجبها بتشييد نافورة ضخمة لفائدة بلدية العيون التي يرأسها ولد الرشيد وسميت بنافورة فاس . و يتجلى أيضا دعم شباط لولد الرشيد من خلال تزكية مرشحيه للبرلمان و تمكين الصحراء من مواقع مهمة كوكيلة اللائحة الوطنية لحزب الاستقلال بالنسبة للنساء و المقعد الثاني بالنسبة للشباب ، إضافة الى ترشيح صهر ولد الرشيد لمجلس المستشارين عبر لائحة الاتحاد العام الذي يتزعمه شباط و الذي حصل بموجبه النعمة ميارة على مقعد في المجلس . و في سياق متصل عبر ل 'كود' أحد الموالين لعبد الواحد الفاسي من أعضاء المجلس الوطني لحزب الاستقلال بالصحراء أن رهان شباط على الصحراء في سباقه نحو الأمانة العامة هو رهان فاشل و يعبر عن تخبط هذا الأخير و ضعف قاعدته داخل أعضاء المجلس الوطني حيث أن عدد ممثلي الجهات الصحراوية في المجلس الوطني لا يتجاوز 60 عضوا من أصل أكثر من 800 عضو و هو رقم هزيل جدا و لا يضمن حتى عضوية ولد الرشيد في اللجنة التنفيذية فما بالك بترجيح كفة أحد مرشحي الأمانة العامة .