في تطور لافت للسباق المحتدم بين حميد شباط وعبد الواحد الفاسي، عضوا اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال حول منصب الأمين العام، خرج «آل قيوح» عن صمتهم، معلنين بشكل رسمي عن دعمهم لترشيح عمدة فاس. وتكفلت البرلمانية زينب قيوح، نجلة الحاج علي قيوح، في غياب شقيقها عبد الصمد، وزير الصناعة التقليدية في حكومة عبد الإله بنكيران، عن المهرجان الخطابي الذي نظمه شباط بمدينة آكادير، أول أمس الثلاثاء، بسبب سفره، بالإعلان عن مساندة «آل قيوح» للكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، باعتباره «رجل المرحلة» و«المرشح الذي يمتلك الجرأة على الدخول في المنافسة من أجل إحداث التغيير». فيما حرص الحاج علي قيوح على الاحتفاء بشباط خلال مأدبة عشاء أقامها ليلة الاثنين ببيته، بدءا باستقباله بالحليب والتمر، وانتهاء بتعهده أمام مئات الاستقلاليين الحاضرين بدعمه لخلافة عباس الفاسي على رأس الحزب. وحسب مصادر حضرت مأدبة العشاء، فإن كبير «آل قيوح» عبر عن تعهده بالقول: «عاطي ليمين ما كاين غير شباط»، كاشفا أن قرار دعمه له جاء «بعد تريث وأخذ الوقت الكافي، وبعد أن توضحت لنا الأمور الآن، وأن شباط رجل المرحلة، وأن لديه ما يكفي من القدرة على مواجهة خصوم الحزب». وفضلا عن الدعم الذي حظي به عمدة فاس من قبل آل قيوح، جدد حمدي ولد الرشيد، عضو اللجنة التنفيذية لحزب علال الفاسي، ورئيس بلدية العيون، خلال كلمة ألقاها في المهرجان الخطابي باسم استقلاليي الصحراء، مساندته لشباط، مؤكدا «تشبثه به كأمين عام باعتباره رجل المرحلة التي تقتضي رجلا شجاعا». ولد الرشيد لم يفوت الفرصة ليعيد مهاجمة نجل مؤسس الحزب، مشيرا إلى أن «لا خلاف لنا مع عبد الواحد الفاسي لشخصه.. هو رجل صالح لكنه لا يصلح للمرحلة التي يجتازها الحزب وتمر منها البلاد». إلى ذلك، شن شباط هجوما لاذعا على غريمه السياسي، وقال بنبرة تهكمية: «اللي باقي تيقول بابا لن يكون قادرا على حماية الحزب والدفاع عن مناضليه»، مؤكدا استمراره في السباق نحو الأمانة العامة ما لم تحل القوة الإلهية دون ذلك، ونافيا بذلك الأخبار التي راجت عن سحب ترشيحه كحل ثالث لأزمة الأمانة العامة التي تعصف بالحزب «العتيد». من جهة أخرى، استغل شباط تواجده بحاضرة سوس لكسب المزيد من دعم «السوسيين» بالضرب على وتر الأمازيغية، مشيرا خلال تدخله إلى أن علال الفاسي، مؤسس الحزب، لم يكن له أي موقف سلبي من الأمازيغية، عكس ما يحاول البعض الترويج له. شباط ذهب بعيدا في محاولته استمالة «السوسيين» بالكشف عن كون والدته من أم أمازيغية ينتهي نسبها إلى قبيلة «أوربة»، التي استقبلت المولى إدريس الأكبر وبايعته ملكا. من جهة أخرى، وجه شباط انتقاداته إلى حكومة بنكيران، وإلى زميله في الحزب محمد الوفا، وزير التربية الوطنية، معتبرا أن الأولى أخلت بالالتزام الذي قطعته حكومة عباس الفاسي على نفسها وأصبح «أمانة بعنق بنكيران» بشأن تشغيل الأطر العليا المعطلة. فيما اتهم الوفا بأنه «سيحكم على توقيف التعليم العمومي والخصوصي على حد سواء»، بسبب قراره الأخير. وفي الوقت الذي عرف فيه التجمع الخطابي لشباط بأكادير حضور 13 نائبا برلمانيا من أصل 15 برلمانيا استقلاليا، و69 عضوا من أعضاء المجلس الوطني، الهيئة التي ستفصل في هوية خليفة الفاسي يوم 23 شتنبر الجاري بالصخيرات، من أصل 78 عضوا بجهة سوس ماسة درعة، كشفت مصادر مقربة من شباط أن هذا الأخير يراهن على تنظيم تجمع جماهيري كبير بالرباط ينهي به حملة ترشيحه الثاني للأمانة العامة. ووفق المصادر ذاتها، فإن عمدة فاس يراهن على استقطاب 10 آلاف استقلالي من ضمنهم نحو 600 عضو من أعضاء المجلس الوطني، إلى التجمع الذي ينتظر تنظيمه يوم الأحد القادم بقاعة ابن ياسين بالرباط.