انتقاد جلابة السيدة الثانية في البلد يشبه، حد التطابق، انتقاد وزير الاتصال للمهرجان السنوي للقفطان المغربي ووصفه اياه بالغير المحتشم وبالغريب عن هويتنا، انتقاد جلابة نبيلة واعتبار ذوقها رديئا فعل وقح، لكنه لا يقل وقاحة عن ما قام به الشوباني تجاه الصحفية في البرلمان يوم وصف طريقة لباسها بالغير اللائقة وطردها من مجلس "الشعب". الاصل في كل هذا هو تمثلنا الممسوخ لقيمة الحرية والذي نريد به حريتنا فقط وفقط وفق معاييرنا المحددة سلفا، والصحيح ان كل انسان حر في اختيار لباسه فليكن جلابة أو دربالة قفطانا محلولا أو آخر محكم الإغلاق،تنورة قصيرة أو مجرجرة.. لقد توفقت السيدة نبيلة في جعل البيجديين يستميتون في الدفاع عن الحرية الشخصية وهي التي لم تكن يوما ضمن اجنداتهم، اكتشفوا اليوم بقدرة عجيبة أن المرأة حرة وطريقة لباسها تعنيها ولا أحد يحق له التدخل فيها أو وضع قالب واحد جاهز ومنمط لهندام الديبلوماسية، ولنا ان نشكرها على ذلك، فقد نحتاج كل هذه الحجج والتبريرات يوما..
لقد توفقت نبيلة ايضا في جعل المغاربة يرون المعنى الحقيقي للحرية، ولوجها البيت الأبيض بفولار لم يتصدى له وزير امريكي متحرر يرى فيه قيدا أو تخلفا مسيئا للبيت الأبيض،ولا سمعنا عن مسؤول في الإعلام وجد احراجا امام عائلته وقناة وطنية امريكية تظهر زوجة رئيس حكومة بزي لا يليق بمجتمع متحرر جل نساءه يظهرن، كما سيدتهم الاولى، مناطق اكبر من اجسادهن،لقد استقبلت وزوجها كغيرها من النساء المرتديات لهندام قريب من المتداول في امريكا بنفس الاحترام والتقدير الواجبين تجاه الإنسان ايا كانت اصوله أو عقيدته.
من بلاد العم سام جاء الدرس في قواعد الحرية،ووجد الإسلاميون في المغرب،عن وعي أو عدمه،انفسهم يرددون خطابات حرية المرأة واستقلاليتها في اختيار طريقة لباسها واتمنى صادقة ان أجد فيهم نفس الحماس في الدفاع عن هذه المبادئ يوم يتعلق الأمر بنوع آخر من الأذواق، أما اولائك الذين انزوو الى تمجيد الحجاب وربطه بالعفة والأخلاق لا املك إلا تذكيرهم أن السيدة الأولى لا ترتدي فولارا ومثلها مغربيات كثيرات..