خلت مدينة الموصل للمرة الأولى في تاريخها من سكانها المسيحيين، بعد أقل من 24 ساعة على تهديدات أطلقها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) طالبهم فيها بإشهار إسلامهم أو دفع الجزية أو مغادرة المدينة، وإلا تعرضوا للقتل، فيما جددت الأممالمتحدة دعوتها إلى تشكيل حكومة تنال قبولاً وطنياً. وفي هذه الأثناء ألقت زيارة غامضة للأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، إلى العراق أول من أمس الضوء على التطورات السياسية في البلاد.
من جهة أخرى، أعلن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ميلادينوف أمس، أنه نقل رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة إلى السيستاني تضمنت الحض على تشكيل حكومة تحظى بقبول وطني. وقال ملادينوف في مؤتمر صحافي عقب لقاء السيستاني «ناقشنا قضايا عدة أهمها الحاجة إلى تشكيل حكومة جديدة وأن تحظى بالمقبولية والوطنية، وندعو القيادات لإنضاج رؤية جديدة لمواجهة الإرهاب والطائفية في العراق»، مطالباً «القيادات السياسية بالابتعاد عن الخطاب المتطرف ومساعدة النازحين والمهجرين كافة داخل البلاد، لأن هناك ما يزيد عن مليون شخص اليوم فقدوا مساكنهم». وقال ملادينوف: «نحن نشهد تياراً مقلقاً يستهدف الأقليات، ونحن قلقون أيضاً بشأن النساء والأطفال من النازحين، فالعراق يواجه تهديداً من داعش، لذا تجب مساعدة العراق في مواجهة الإرهاب»، مؤكداً على أهمية «تشكيل الحكومة بشكل عاجل والإسراع بإقرار موازنة 2014 وإجراء التعداد السكاني».
وكانت مدينة الموصل، التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» شهدت نزوحاً جماعياً للسكان المسيحيين بعد 1500 سنة من وجودهم فيها، وذلك بعد بيان وزعه التنظيم خيرهم فيه بين اعتناق الإسلام أو دفع الجزية، أو مغادرة المدينة، أو التعرض للقتل. ومنذ يوم الجمعة بدأ مسلحو «الدولة الإسلامية» بتوزيع منشورات على المنازل المسيحية، وختم تلك المنازل بعبارة «عقارات الدولة الإسلامية» مع حرف «ن» إشارة إلى مصطلح «النصارى». وقالت مصادر مسلحة من داخل المدينة إن قيادات التنظيم كانت دعت وجهاء المدينة إلى اجتماع قبل أسبوع، لكن المسيحيين لم يرسلوا من يمثلهم إلى الاجتماع، ما أغضب زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي. رابط الموضوع كاملا