في عز التعبئة الأمنية بعد تصاعد التهديدات الإرهابية الموجهة ضد المغرب، خاصة من الجماعات المسلحة التباعة لتنظيم "داعش"، سجلت أحداث في المناطق الجنوبية للمملكة، أثارت العديد من علامات الاستفهام ظروف اليقظة مراقبة المنافذ البرية والبحرية المؤدية في هذه المناطق، في ظل تزايد نشاط شبكات التهريب بمختلف أنواع. وآخر هذه الأحداث التي فرضت طرح هذه الأسئلة الملحة العثور، بداية الشهر الجاري، على قارب من صنع إفريقي بشاطئ "تامايا" شمال مدينة الداخلة، ثم التبليغ، بعد حوالي أسبوع، عن وجود قارب بعرض البحر على بعد 70 ميلا بحريا من نقطة الصيد "لاساركا"، و20 ميلا عن اليابسة، وذلك بخط العرض22°13'670 / 17°06'238 جنوبالداخلة.
وكان على متن القارب بحارين قضيا على ظهره 12 يوما بدون أكل أو شرب حتى عثر عليهما وجرى تبليغ السلطات بالأمر.
والمثير في الحادث أنه، بعد إصدار المندوبية الجهوية نداء إلى مركب الصيد "إبراهيم" الذي كان قريبا من موقع القارب، وحضور الربان لنجدتهما ومدهما بالطعام، فوجؤوا بأن البحارين يلقيان محتويات قاربهما في البحر، بل وحتى المحرك، كما حاولا حتى إغراق قاربهما غير المرقم، ليبلغ ربان المركب "إبراهيم" المندوبية الجهوية لوزارة الصيد البحري بالداخلة بهذا التصرف.
وأمام هذا الوضع، ولكون ربان المركب "إبراهيم" لم ينه رحلة صيده وبالتالي لن يعود إلى ميناء الداخلة، أصدرت المندوبية أمرا لسفينة كانت بالجوار، كان ربانها على أهبة التوجه إلى ميناء الداخلة، بالتوجه لعين المكان وإحضار البحارين. وبالفعل جرى إحضار البحارين وتسليمهما للدرك الملكي البحري، كما تم جر قاربهما من طرف المركب "إبراهيم" إلى نقطة الصيد" لمهيريز".
غير أن الغريب في الموضوع هو أن الدرك الملكي أنجز مسطرة عادية، أي أنه صنف هذا الحادث بكونه أمرا عاديا لا ينطوي على أية خطورة ولا يعد فعلا جرميا، على حد تعبير مصدر موثوق في حديثه ل "كود".
وجاء ذلك في وقت تناسلت العديد من الأسئلة حول المحتويات التي ألقاها هاذين الشخصين في البحر أهي من المنوعات: مخدرات.. أكياس حبوب مهلوسة...أسلحة...ماذا؟، وما هو وضع القارب غير المرقم ومن أين اكتسباه ومن صنعه؟ وهل يعمل الظنينين لحسابهما أم أن وراءهما مشغل وممول؟
ولماذا لم يطالب الدرك البحري بتقرير ربان مركب "إبراهيم" حول عملية الإنقاذ، خاصة أن ربان هذا المركب أخبر مصلحة السلامة البحرية بالداخلة عبر جهاز الاتصال اللاسلكي بأن البحارين شخصين مشكوك في وضعهما لأن تصرفاتهما غير عادية وتوحي بأنهما يحاولان إخفاء أمر خطير ما، إذ قاما بالتخلص وإلقاء محتويات قاربهما ومحركه في البحر، كما حاولا إغراق القارب؟.
أسئلة وغيرها لم يجب عنها تحقيق رجال الجنرال دو كور درمي حسني بنسليمان، لكنها تخفي وراءها شيء خطير لا يعلم حقيقته وتفاصليه إلا البحارين.