تعيش لمياء، وهو اسم غير حقيقي لفتاة دون الخامسة والعشرين بحي كيليز بمراكش. لمياء عاملة جنس لكن مع دخول شهر رمضان تغير من عادتها "احتراما لهذا الشهر الفضيل" كما تحكي ل"كود". لمياء توقف قبل اربعين يوما استهلاك الخمور بكل مسكراتها "قبل ربعين يوم كنوقف الشراب احتراما لرمضان" تحكي ل"كود" في احدى مقاهي ليفيرناج بمراكش. لمياء ليست استثناء في هذا الامر، خديجة، وهو اسم غير حقيقي لاكاديرية وتعمل هي الاخرى في الجنس تبلغ 23 سنة التقتها "كود" اثناء انجاز هذا التحقيق، تفعل نفس الشيء "حنا ما جيناش لهاد المهنة بخاطرنا، ومع كيقرب رمضان كنبعد على الشراب". لمياء كخديجة تبتعدان عن الخمر وعن ممارسة الجنس مع غير المسلمين "الخدمة اللي كنعيش بها ما يمكنش نتخلى عليها" يؤكد لمياء، "كنخرج مع لمغاربة والخليجيين وحتى الليبيين اللي كثرو فالمغرب من نهار تقتل القذافي"، تضيف ل"كود". لمياء تقول انها طيلة شهر رمضان تحرص بعد الافطار على ممارسة الجنس مع المسلمين فقط، وتعتبر هذا التصرف يدخل في اطار "احترام الشهر الفضيل". هذا المنطق يبدو سورياليا للكثيرين لكن خديجة تبرره ل"كود" كما يلي "انا عارفة راسي كندير لحرام وما راضياش على راسي، ولكن على حساب فهامتي كنكول النصارى بلاش فهاد الشهر وما كنقربش من الشراب". مومسات اخريات التقتهم "كود" اثناء انجاز هذا التحقيق كشفن جميعهن انهن يصمن رمضان "حاجة وحدة ما نقدروش ما نديروهاش هي الصيام، عارفة رمضان اللي ما داروش كيخرج فيه" تحكي احدى عاملات الجنس ل"كود" بشارع انفا بالدارالبيضاء حيث يتحول مثله مثل الزرقطوني الى سوق لعاملات الجنس بعد افطار كل يوم. عاملات الجنس تبدأ عملها، وفق الشهادات التي حصلت عليها "كود" بعد الافطار بساعتين، بعضهن خاصة من تقفن في شوارع وسط مدينة الدارالبيضاء يفطرن بسرعة ويخرجن الى الشارع دقائق بعد اذان المغرب. هناك عينة اخرى مثل لمياء وخديجة لا تقفن في الشارع وتكتفين بالهاتف النقال وبمقاهي وحانات تتحول خلال شهر رمضان الى حانات حلال بلا خمر تستضيف نجوم الغناء والفن، تبدأ عملية البحث عن الزبائن وتنهي عاملات الجنس، كما صرحن ل"كود"، عملهن اليومي في حدود الثانية صباح كل يوم "كندخل للدار وكندوش وكنوجد لي السحور وننعس" تحكي خديجة ل"كود". غالبية عاملات الجنس لا تستيقظن الا بعد الساعة الواحدة ظهرا. يوم واحد يحضي بقدسية خاصة في هذا الشهر عند عاملات الجنس وهو ليلة القدر "ليلة 27 كنمشي للجامع وكندعي باش الله يسامحني ويعفو علي وما كنخرج مع حتى شي واحد" تحكي لمياء ل"كود". لمياء وامثالها تتكيف مع الاوضاع والشهور وتمارس ما تعتبره "تدينا" وفق هذه الاوضاع، هي وزميلاتها في العمل متيقنات من ان الله غفور رحيم