تناسلت في الآونة الأخير مجموعة من التصريحات والإجراء ات ومشاريع القوانين ، الهادفة إلى إصلاح حال نصف المجتمع وكأن نصفها الأخر مصلوح وماخاصو خير ، طبعا هاته الأقوال والأفكار، لم تتناول المشاكل التي تقض مضجع نساء هذا البلد ، كالتمييز والتحرش واللامساوة والعنف بكل أشكاله ،وعدم تمدرس عدد كبير من الفتيات القرويات ،وتشغيل القاصرات و الصحة..إلخ! هادشي كامل لم يستفز ساسة البلاد ولم يحرك الأنفة والغيرة في أجهزة الدولة، فالمهم هو نصف الأنثى السفلي ،وضرورة إحتكاره والحفاظ عليه طاهرا مصونا ،وكأن المرأة كائن قاصر ، لايملك أهلية التصرف ،بتعقل، في أعضائه الحميمية ، فما بالك منحه الفرصة في تسيير المؤسسات الإقتصادية والسياسية للبلاد. مسلسل هاته التصريحات والإجراء ات "الداعيشية" الهوى ،إستهله الفقيه لي تنتسناو براكتو ، السيد رئيس الحكومة عبد الإله إبن كيران ، الذي ألقى خطبة نستالجاوية في مجلس المستشارين ، عبر فيه عن حنينه لزمن الثريات التي كانت تزين بيوت المغاربة ، والتي إنطفأت بخروجها للعمل ! مبرزا أن الأسر المغربية قد تهاوت بسبب تحول الثريات إلى "مصابيح 100" تضيء المعامل والمكاتب !! وكأن أسر السويد واليابان حيث نسبة النساء العاملات تفوق الرجال، قد أصبحت هباء منثورا ، هاته الدعواة التي تضرب بعرض الحائط كل الإتفاقيات التي وقع عليها المغرب ونص الدستور الذي ينص على المساواة ومحاربة التمييز ،ليست غريبة على من تشبع بأيديولوجيا فالوقراطية إستعلائية ،لاتعترف بالمرأة إلا وهي تمارس دور الأم والزوجة.
مراكش التي أصبحت "بانكوك" إفريقيا ، المخزن يالله طفات عليه الشمعة ،وشكل فرقة من المطاوعة الناهية عن المنكر والأمر بالمعروف ، شرطيات يرتدين زيا مدنيا، في شوارع المدينة الحمراء السياحية، بحضور عبد الرحيم شاهر، نائب والي أمن مراكش،يتعقبن النساء اللواتي "قد" يتضح من لباسهن أنهن مقدمات على أعمال غير أخلاقية ، داكشي ديال الحرب الإستبقاية ،و كأن اللباس أصبح معيارا للعفة ، وكل سافرة فهي عاهرة بالقوة .عوض التفتيش داخل سراويل النساء الضيقة وتنورتهم القصيرة عن عاهرة محتملة ،الجميع يعلم أين "يختبئ" العهر في المدينة ،وأن بيع الأجساد يتم من وراء حجاب،ولاحاجة له بالسفور والإستعراض.
أخر حلقات هذا المسلسل السوريالي الغارق في العفة والوقار، إشاعات حول مرسوم أو مشروع قرار يمنع النساء من المبيت في فنادق المدن التي تقطن بها ، إجراء في حال تبوثه ،يضرب بعرض الحائط الحق في التنقل ، ويشكل إهانة في حق المرأة ، حيث يصبح إرتياد فندق ،مرادفا للعهر والدعارة !
إن هاته التصريحات و النوايا ، تكشف عن تجذر الصورة البدوية للمرأة في وعي جزء كبير من النخبة السياسية المغربية وفئة من الحرس القديم داخل المخزن ، هذا التيار لم يعي بعد ، أن المغرب قد قطع،ولو نسبيا، مع مرحلة الحريم والقوامة . إن محاولات التيار الأصولي ومن لف لفه من المحافظين داخل أجهزة الدولة، يسعى إلى كبح مسار تحرر المرأة المغربية ، والتي إن لم تعض بنواجذها على مكتسباتها، قد يفاجئها البعض ، بقرارات..تستهدف حقها في إستنشاق الهواء او التمتع بأشعة الشمس..فهؤلاء لن يرتاحوا إلا حينما تعود المرأة إلى مرتبة البضاعة التي يبيعونها ويشترونها.. !أختآه ..عضي بالنواجذ على حقوقك..أو موتي وأنقرضي ،وأتركي لهم الأرض ومن عليها،لعلهم يرتاحون.