كشفت صحافية جريدة "الأخبار" مريم بوزعشان في تحقيقها الثاني بعد تحقيق "عكاشة"، عن الوجه الآخر لسجن "الزاكي" بسلا، إذ أوضحت في تحقيقها الذي نشر في عدد اليوم من الجريدة، أن السجن المحلي "الزاكي" مليء بالمرضى النفسيين و السبب حسب أطباء السجن يعود لإدمان السجناء على المخدرات والأقراص المهلوسة. الصحافية ذاتها أبرزت في التحقيق المذكور، أن 5 في المائة من سجناء الزاكي مصابون بأمراض عقلية، وأن حوالي 200 سجين يعاني من مرض عقلي ونفسي، مؤكدة أن جميع المعتقلين يودعون في غرف تضم من ثمانية إلى عشرة أفراد، قد تضم الغرف مرضى عقليين.
وكتبت الصحافية المذكورة في التحقيق، "كان لابد من التفكير جيدا قبل الدخول إلى جناح "أ" المخصص للمعتقلين على خلفية الإرهاب والقتل والاتجار في المخدرات ، نظرا للمخاطر النفسية المحدقة بالجناح. دخلنا بنفسية وخرجنا بأخرى. منظر المسجونين وهم يتدافعون ويطلون برؤوسهم من وراء قضبان زنزانة تضم على أقل 9 أشخاص كان صادما.
كانت عيونهم تقول كل شيء. لا فائدة من حديثهم الذي ظل محصورا نظرا لتواجد ا المدير الجهوي للسجون ومدير السجن بين " رئيس الحي ديالنا الله يعمرها دار.. وواكلين شاربين حمدنا الله". التجول داخل الجناح يشعرك وكأنك في عالم آخر ليس في السجن الذي كان يتحدث عنه المدير قبل قليل برسمية. والطبيب بكلمات مختارة بعناية والصيدلي بمعجم محدد متفائل. تمت شيء ما غير طبيعي، ما هو ؟
مسؤولو مندوبية السجون المرافقون لنا في الزيارة لم يمنعونا من التحدث إلى السجناء، لكنهم في المقابل حصروا العدد. شخص واحد فقط يروي لكم عن معيشتهم وراء القضبان
السلفية الجهادية
"الأخبار" في الممر سمعت صوت سجين يصرخ بقوة وحراس السجن يحاولون اخراسه. "لن أصمت مللت من الصمت...كفانا من الاستبداد "، هكذا كان يقول. اسمه عبد الرحمان متهم في قضية ارهاب. هو في الواقع من المجاهدين الذين هاجروا إلى سوريا للقضاء على الأسد، وبعد أن فشلوا وجدوا أنفسهم مضطرين إلى العودة إلى بلدهم. في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء ألقي القبض على عبد الرحمان بتهمة تكوين عصابة إرهابية. يصرخ الرجل لأنه لم يعد يستحمل الغرفة المسجون فيها. رائحة دخان سجائر زميل له خنقته وهو المريض بضيق في التنفس. غير أن رئيس المعقل أبى أن يلبي له طلبه رغم احتجاجاته المستمرة فقرر استغلال فرصة وجودنا هناك لضغط عليهم. مدير السجن وعد المسجون السلفي أمامنا بتحويله إلى زنزانة أخرى. هل فعل ذلك حقا أم أن طلبات المسجونين مستجابة فقط أمامنا؟ سؤال أجابنا عنه مسؤول في المندوبية قائلا، أغلب الطلبات التي يقدمها السلفيون مبررين بها رغبتهم في الانتقال إلى زنزانة أخرى واهية. السلفيون يريدون الاجتماع في مكان واحد حتى يستطيعوا الحديث في ما يريدون وبالتالي نحن لا نستجيب لرغباتهم لأنهم مغاربة ويجب أن ينخرطون مع باقي المجرمين. المزيد من التفاصيل تجدونها في تحقيق "الزاكي...معقل السلفيين والمرضى النفسيين".