في سوق الانتقالات الصيفية الماضية، زلزل ناديا برشلونة وريال مدريد الإسبانيان "الميركاتو" بانتداب الأول للنجم البرازيلي الشاب نيمار من ناديه سانتوس مقابل 57 مليون أورو كما أعلن حينها بينما وضع النادي الملكي بصمته بقوة في اليوم الأخير من خلال استقطاب الويلزي غاريث بيل آتيا من توتنهام هوتسبير الإنجليزي في صفقة وصفها الكثيرون بأنها "الأغلى في تاريخ كرة القدم". وسلطت الأضواء مبكرا على غاريث بيل ونيمار دا سيلفا منذ اللحظة الأولى لبداية الموسم المنصرم حيث استهل نجم السيليساو مشواره بنجاح مع البلوغرانا من خلال تتويجه بلقب كأس السوبر المحلية على حساب أتليتكو مدريد بفضل هدفه الثمين في ملعب "فيثنتي كالديرون"، بينما عانى النفاثة الويلزية بسبب الإصابات المتكررة التي لاحقته في النصف الأول بسبب رفضه خوض التدريبات الاستعدادية مع توتنهام هوتسبير لإجبار ناديه اللندني على بيعه إلى كبير العاصمة الإسبانية.
وساهمت قيمة الصفقة المرتفعة التي قدرت بنحو 100 مليون أورو، وفقا للصحافة البريطانية في زيادة الضغوطات الإعلامية على النجم الويلزي، بينما لم يكن الأمر ذاته مع صفقة نيمار قبل أن يتم الكشف الحقيقي عن قيمتها إثر المشاكل التي وصلت إلى القضاء الإسباني وأدت إلى استقالة ساندرو روسيل من رئاسة برشلونة بلا رجعة وأفضت للإعلان عن أن قيمتها الفعلية بلغت 86.5 مليون أورو.
ومع غياب النجم الأول لريال مدريد كريستيانو رونالدو، أبان بيل عن قدراته الفنية بإمكانية تعويض "صاروخ ماديرا" في بعض مباريات الليغا وكأس الملك ودوري أبطال أوروبا، بينما لم يلعب نيمار الدور ذاته وبنفس الجودة مع برشلونة في الفترة التي غاب فيها البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي بسبب الإصابة العضلية.
وفي الأشواط الأخيرة من الموسم المنقضي، لعب بيل دور "البطل" وقاد ريال مدريد للتتويج بأولى بطولاته من خلال الفوز على غريمه برشلونة في نهائي كأس ملك إسبانيا في المباراة التي غاب عنها كريستيانو رونالدو وأقيمت على ملعب مستايا في أبريل/نيسان الماضي.
وكانت المباراة النهائية في طريقها إلى الأشواط الإضافية بسبب نتيجة التعادل الإيجابي بهدف لمثله بين الفريقين قبل أن يقرر النفاثة الويلزية حسم البطولة المحلية لمصلحة رجال المدرب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي بهدف لن ينساه عشاق الميرنغي والبلوغرانا على حد سواء.
وعادل غاريث بيل عدد البطولات مع نيمار مع الأخذ في الاعتبار ثقل وزن بطولة كأس ملك إسبانيا مقابل اللقب الشرفي والرمزي لكأس السوبر المحلية التي تعتبر احتفالا وتدشينا فعليا للموسم الجديد.
ولم يكن لقب "الكوبا" كافيا للنجم الويلزي حيث كان يتطلع برفقة كافة "المدريديستا" للتتويج ب"العاشرة" بعد غياب امتد ل12 عاماً منذ اللقب القاري التاسع على حساب باير ليفركوزن الألماني.
وبدا واضحاً في الأشواط الأصلية من المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا بين قطبي العاصمة الإسبانية، الريال والأتليتكو أن "ليلة لشبونة" دارت ظهرها لغاريث بيل بعدما أضاع فرصتين محققتين للتسجيل خاصة أن فريقه كان متخلفاً بفارق هدف حتى الوقت المحتسب بدلاً من الضائع عندما عادل راموس الكفة برأسية متقنة.
وفي الشوط الإضافي الثاني، وضع "النفاثة الويلزية" بصمته الشخصية حين أحرز هدف التقدم ليؤكد أنه يستحق كل يورو دفع من أجل انتدابه إلى ملعب "سانتياغو برنابيو" واضعاً فريقه ريال مدريد على بُعد 10 دقائق فقط على القبض على "العاشرة" ثم أضاف زميليه البرازيلي مارسيلو والبرتغالي كريستيانو رونالدو هدفين إضافيين لتنته المواجهة الإسبانية الخاصة لمصلحة الميرنغي برباعية.
أما على صعيد الأهداف، فقد تفوق غاريث بيل أيضا على نيمار من خلال توقيعه على 22 هدفا في موسمه الأول مع الكتيبة الملكية بواقع 15 هدفا في الليغا، و6 في دوري الأبطال وهدف ثمين في كأس ملك إسبانيا مقابل تمرير 16 كرة حاسمة لزملائه في الدوري الإسباني والبطولة الأوروبية.
واكتفى نجم السيليساو في موسمه الأول مع البلوغرانا بإحراز 15 هدفا في مختلف المسابقات المحلية والقارية، منها 9 أهداف في الليغا، و4 في دوري الأبطال، وهدف وحيد في كأس الملك ومثله في كأس السوبر المحلية، فيما صنع 11 هدفا لزملائه اللاعبين أقل ب5 تمريرات حاسمة عن غريمه الويلزي.