سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ضريف ل"كود":"السفارة الفرنسية لم تكن تتوقع فوز العدالة والتنمية في انتخابات 25 نونبر عكس السفارة الأمريكية" و"العدل والإحسان تعطي إشارة واضحة عندما تحرق العلم الإسرائيلي دون الأمريكي"
كشف محمد ضريف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، أن "السفارة الفرنسية في الرباط كانت تتوقع فوز أطراف أخرى بانتخابات 25 نونبر 2011، على عكس السفارة الأمريكية التي كانت تتوقع فوز العدالة والتنمية". ضريف أوضح في حوار مع "كود"، تعليقا على الإشعاع الدولي للمؤتمر الأخير لحزب العدالة والتنمية، أن "السفارة الأمريكية كان لديها سيناريو واضح يتمثل في فوز الإسلاميين، بينما السفارة الفرنسية كانت تراهن على سيناريوهين يتمثل أحدهما في فوز الإسلاميين والثاني في فوز التجمع الوطني للأحرار، وكانت ترجح السيناريو الثاني وتستبعد الأول". خلفيات هذا الترجيح يشرحها ضريف ل"كود" قائلا "بالتأكيد لا يتعلق الأمر بخطأ في التقدير من طرف الفرنسيين، بقدر ما يتعلق باستحضار بعض المعطيات، وعلى رأسها تحفظ جهات في السلطة على وصول الإسلاميين للحكم، والمنافسة القوية التي واجهوها من قبل تحالف مجموعة 8 بقيادة التجمع الوطني للأحرار. فضلا عن تحفظ الفرنسيين أنفسهم من الإسلاميين". هذا التحفظ يتجلى حسب ضريف، أيضا في "غياب الأحزاب الفرنسية عن لائحة الضيوف الذين حضروا الحفل الافتتاحي لهذا المؤتمر". غياب يعلق عليه ضريف قائلا "الكل يعرف طبيعة العلاقات المغربية الفرنسية، والجميع يعرف أن أي حزب يقود الحكومة في المغرب لا يمكن أن يتجاوز علاقاته مع الأحزاب الفرنسية". بينما فسر الإسلاميون عدم تلبية الحزب الاشتراكي الفرنسي الحاكم وحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية المعارض بتزامن المؤتمر مع احتفالات 14 يوليوز في فرنسا، يرى ضريف أن في هذا الغياب "مؤشر على تحفظ هذين الحزبين الرئيسيين في فرنسا على الإسلاميين. مواقف الحزب الاشتراكي، مثلا، واضحة من الإسلاميين، نفس الشيء بالنسبة لحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية الذي يرتبط بعلاقات قوية مع حزب الأصالة والمعاصرة رغم أنه حديث النشأة في حين لا تربطه علاقات مع العدالة والتنمية". إلى جانب هذا "التحفظ" يشير ضريف إلى "تقصير العدالة والتنمية نفسه في ربط علاقات مع الأحزاب الفرنسية والأوربية بشكل عام". أما خلفيات الحماس الأمريكي والتحفظ الفرنسي على وصول الإسلاميين إلى قيادة الحكومة المغربية فيفسره ضريف ل"كود" قائلا "لنكن واضحين، الولاياتالمتحدةالأمريكية لعبت دورا كبيرا في رسم الخرائط السياسية الحالية في المنطقة. توقعاتها بفوز الإسلاميين لم تكن ترتبط فقط بدقة المعطيات التي كانت تتوفر لديها، ولكن أيضا بقدرتها على إدراك السياق الحالي ورسم معالمه. أما تحفظ الفرنسيين فيرتبط أساسا بأنهم يدركون أن العدالة والتنمية سيتراهن أكثر على الولاياتالمتحدة مقارنة مع فرنسا". كما ذكر ضريف بمتانة العلاقات الأمريكية الإسلامية، مشيرا إلى صدور تقارير واستطلاعات رأي عن معاهد أمريكية كانت ترشح العدالة والتنمية للفوز بالانتخابات منذ 2007. "الأمريكيون لديهم تصزر استراتيجي منذ 2002 بعد هجمات 11 شتنبر الإرهابية، يقوم أساس على إدراكهم بأن ما يسمونه ب"الإسلام اللبيرالي" الذي تمثله حركات إسلامية معتدلة مثل العدالة والتنمية هو القادر على مواجهة الإرهاب، وأن اليساريين والبيراليين ليسوا قادرين على مواجهة التطرف الديني. المسألة الثانية في هذا التصور الأمريكي تتمثل في أن الأمريكيين يدركون أن مصالحهم لا يمكن أن ترعاها سوى نخبة لها وجود في الشارع وامتدادات شعبية". في نفس الوقت، يضيف ضريف، أدرك الإسلاميون ومنهم حزب العدالة والتنمية أن نجاح التجربة التركية التي أصبحت نموذجا بالنسبة للكثيرين لا يمكن أن يتحقق "إلا بدعم أمريكي". لذلك "انتبهت الحركات الإسلامية إلى ضرورة ربط علاقات متينة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية والتواصل المستمر مع ممثليها في المغرب. يجب أن ننتبه، مثلا، إلى أن جماعة العدل والإحسان أصبحت تقوم بحرق العلم الإسرائيلي فقط دون العلم الأمريكي في بعض مظاهراتها المساندة لفلسطين. هذه إشارة واضحة". جماعة العدل والإحسان كانت جمدت نشاطها في حركة 20 فبراير بعد فوز العدالة والتنمية بانتخابات 25 نونبر 2011 وتعيين الملك محمد السادس لعبد الإله بنكيران رئيسا للحكومة. كما كان لافتا تنظيم الجماعة لمسيرة ضخمة تضامنا مع سوريا بالتزامن وجود هيلاري كلينتون، كاتبة الدولة في الخارجية الأمريكية، بالمغرب. صامويل كابلان، السفير الأمريكي في الرباط، قال في حوار نشرته جريدة "المساء" يوم الاثنين الماضي " "قبل الانتخابات بوقت طويل كنا ندرك بأن حزب العدالة والتنمية لديه نفوذ قوي، وهو حزب بكل ما تحمل الكلمة من معنى". كما أكد أن لقاءات موظفي السفارة مع ممثلين عن جماعة العدل والإحسان تتم بعلم من وزارة الخارجية المغربية.