عاشت أحياء مدينة فاس، ليلة الخميس - الجمعة (10 و11 أبريل 2014)، حالة استنفار أمني غير مسبوقة، ساعات قليلة بعد الاجتماع الأمني، الذي جمع وزير الداخلية محمد حصاد بالمدير العام للأمن الوطني وقادة الأجهزة الأمنية بمقر ولاية جهة فاس بولمان، لتدارس مُحاربة الجريمة وتعزيز الشعور بالأمن لدى المواطنين. وعاينت "گود" أثناء ليلة كاملة قضتها إلى جانب الأمن، دوريات أمنية مكونة من الأمن والقوات المساعدة وأعوان السلطة تجوب مجموعة من الأحياء، التي تعرف ب"البؤر السوداء" تقوم بعمليات تفتيش للمشتبه فيهم قبل أن تقوم بتوقيف بعضهم.
وذكر مصدر أمني مسؤول، أن تعليمات صارمة صدرت إلى مختلف الأجهزة الأمنية بالرفع من درجة اليقظة والقيام بحملات تمشيطية يومية بمختلف الأحياء التي تعرف انتشارا للجريمة، مضيفا أن "الحملات الأمنية تشارك فيها مختلف الأجهزة الأمنية"، بتعاون مع ممثلي الإدارة الترابية، التي تملك معطيات دقيقة حول النقط السوداء المنتشرة في الأحياء وكذا المشتبه بهم.
وفي هذا الصدد، علم لدى مصدر مسؤول، أن الحملة الأمنية التي شهدها مقاطعة فاس سايس أسفرت عن حجز أزيد 40 سلاح أبيض من مختلف الأصناف وبتسيق تام مع السلطات المحلية وممثلي إدارة الجمارك، فضلاً عن حجز سيوف كان يستعملها المجرمون في الاعتداءات على المواطنين وسلبهم ممتلكاتهم الخاصة، مما أعطى صورة جد سيئة للمدينة.
وعاينت "گود" تحركات رجال الأمن بحي المسيرة بمنطقة بنسودة، حيث أوقفت صاحب محل للحدادة، كان يصنع السوف ويعمد على ترويجها للمجرمين لتنفيذ عملياتهم الإجرامية اتجاه المواطنين، كما انتقلت "گود" إلى حي عوينة الحجاج الذي شهد حوادث خطيرة، وعلمت أن السلطات المحلية والأمنية داهمت محلاً للحدادة معروف بصناعة السيوف، وتمكنت من تحديد هوية المحل الموجود في حالة فرار. كما الأحياء التابعة لنفوذ المنطقة الأمنية الأولى حملات أمنية واسعة أسفرت عن توقيف العشرات من المشبته بهم.
وتأتي الحملة الأمنية، بعد اجتماع أمني رفيع المستوى ترأسه محمد حصاد وزير الداخلية والضرقي الضريس وبوشعيب الرميل بمقر ولاية جهة فاس، حيث شدد حصاد على ضرورية التصدي إلى عدم الأمن الذي أصبح منتشرا بين المواطنين بسبب تفشي الجريمة، وإشراك "المقدمين والشيوخ" لمواجهة الظاهرة التي أصبحت تشكل خطرا على سلامة المواطن.