عاشت أحياء مدينة الدارالبيضاء الليلة قبل الماضية حالة استنفار أمني غير مسبوقة، ساعات قليلة بعد الاجتماع الأمني، الذي جمع وزير الداخلية محمد حصاد بالمدير العام للأمن الوطني وقادة الأجهزة الأمنية، لتدارس محاربة الجريمة وتعزيز الشعور بالأمن لدى المواطنين. وعاينت «المساء» دوريات أمنية مكونة من الأمن والقوات المساعدة وأعوان السلطة تجوب مجموعة من الأحياء، التي تعرف بعض النقط السوداء تقوم بعمليات تفتيش للمشتبه فيهم قبل أن تقوم بتوقيف بعضهم. وأكد مصدر مطلع أن تعليمات صدرت إلى مختلف الأجهزة الأمنية بالرفع من درجة اليقظة والقيام بحملات تمشيطية بمختلف الأحياء التي تعرف انتشارا للجريمة، مضيفا أن الحملات الأمنية تشارك فيها مختلف الأجهزة الأمنية، بتعاون مع ممثلي الإدارة الترابية، التي تملك معطيات دقيقة حول النقط السوداء المنتشرة في الأحياء وكذا المشتبه بهم. وتأتي الحملة الأمنية، التي دشنتها المصالح الأمنية بالدارالبيضاء الليلة قبل الماضية بعد التعليمات الملكية التي صدرت إلى وزير الداخلية بالتصدي إلى عدم الأمن الذي أصبح منتشرا بين المواطنين بسبب تفشي الجريمة. وحث وزير الداخلية، خلال الاجتماع الأمني الذي عقد مساء أول أمس بولاية الدارالبيضاء، مختلف السلطات العمومية على المزيد من التعبئة، مؤكدا أن وزارة الداخلية وضعت استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة الجريمة بكل أشكالها والحفاظ على إشاعة الإحساس بالأمن والطمأنينة بين المواطنين. وأكد وزير الداخلية خلال الاجتماع المذكور أن وزارته عازمة، بمعية مختلف الأطراف المعنية، على اتخاذ تدابير أمنية ملموسة من أجل تعزيز الثقة والشعور بالأمن لدى المواطنين. وأضاف أن المصالح المختصة ستتخذ الإجراءات الكفيلة بضمان استتباب الأمن والتصدي للظواهر الإجرامية التي تهدد أمن وسلامة المواطنين، خاصة بعد ما راجت في الآونة الأخيرة ظواهر إجرامية وعصابات تروع المواطنين. وأكد وزير الداخلية أن استعادة الثقة تمر بالضرورة عبر تنبي استراتيجية للقرب من المواطنين على مستوى الأحياء لجعل المواطن يستشعر الأمن والسلامة، مضيفا أنه تم تكليف لجان محلية بالدراسة الدقيقة للوضعية الأمنية للمناطق التي تعمل بداخلها من أجل اتخاذ إجراءات آنية للحد من الجريمة بتشاور مع كافة الأطراف المعنية. وحضر الاجتماع، الذي خصص لتقييم الوضعية الأمنية بجهة الدارالبيضاء الكبرى، والي الدارالبيضاء الكبرى وعمال عمالات ومقاطعات الجهة والمسؤولين المحليين لمختلف المصالح الأمنية، إلى جانب الجنرال دو ديفيزيون عبد القادر العولة نائب قائد الدرك الملكي، والجنرال دو بريغاد حدو حجار مفتش القوات المساعدة للمنطقة الشمالية، وبوشعيب ارميل المدير العام للأمن الوطني.