فيما تتحمل مصالح الأمن حاليا العبأ الأكبر لاجتثاث "التشرميل" من جذوره والحد من ارتفاع الجريمة، أضحى أصحاب الطاكسيات الصغيرة المستفيد الأكبر من هذه الظاهرة، بعد أن باتت نسبة مهمة من المواطنين تقبل على وسيلة النقل المشار إليها حتى لو كانت المسافة التي تفصلهم عن وجهتهم لا تتعدى أمتارا، خوفا من التعرض للسرقة. يقول سائق سيارة أجرة، في تصريح ل "كود"، "أنقل يوميا عددا مهما من الزبناء في رحلات قصيرة.. وهذا أمر لم يكن معهودا في السابق"، مشيرا إلى أن "مجموعة من الزبناء يردون علي، عندما أخبرهم بأن المسافة قريبة ويمكن قطعها مشيا على الأقدام في دقائق.. نعرف، لكننا لا نريد أن نكون رقما إضافيا في لائحة ضحايا السرقة".
قبلة لم تنقذها من مشرمل
في عالم سيارات الأجرة الصغيرة تتناسل العديد من الحكايات والطرائف التي تتعلق بقصص الزبائن مع "المشرملين".
ولعل أطرف هذه القصص، يروي سائق ل"كود"، حكاية الموظفة التي حاولت أن تسلم من بطش لص بقبلة، لكنها تفاجأت بدفع الثمن أغلى مما كانت تتوقع.
وتعود تفاصيل القصة إلى حوالي أسبوعين من اليوم، عندما اعترض لص بسكين من الحجم الكبير موظفة قرب قنطرة "بين لمدون"، وطلب منها تسليمه كل ما يوجد بحوزتها. لكن المفاجأة، يضيف المصدر، كانت عندما أخرجت من حقيبتها اليدوية هاتفا محمولا من نوع "نوكيا" قديم جدا و250 درهم، ليثور في وجهها ويضرب الهاتف مع الأرض، قبل أن يباغثها بطلب غريب.
ويتمثل الطلب في تقديم قبلة له، فمكان على الموظفة، في الموقف الذي كانت فيه، سوى الاستجابة على الفور، فأغمضت عينيها ودفعت شفتيها للأمام، قبل أن تتفاجأ باللص يوجه لها ضربة بالسكين إلى إحدى شفتها ما تسبب لها في جرح عميق، ثم خاطبها قائلا "هاكي باش متبقايش لي كاليك بوسيني تبوسيه".
طعن ابنة مسؤول أمني
في حادث آخر، نقله سائق سيارة الأجرة ل"كود"، بناء على روايات الضحايا، تعرضت ابنة مسؤول كبير في الأمن لاعتداء بالسلاح الأبيض على يد لص في منطقة عين الشق، بعد أن سلبها ما بحوزتها.
والد الفتاة، الذي لم يستسغ الحادث الذي تعرضت له ابنته، بحث جاهدا عن اللص، الذي أحدث جرحا غائرا في فخد الضحية على أساس أنه رسالة لوالدها، غير أنه لم يفلح لحد الآن في اعتقاله.
وكان حظ عاملة أوفر، إذ أن خصارتها اقتصرت على جلابية اقتنتها ب 600 درهم، قبل أن تكتشف أنها تمزقت، عندما كانت تستقل حافلة (خط 65)، أثناء محاولة لصوص سرقة الأموال من حقيبتها الصغيرة.