تميزت الجلسة الافتاحية للمؤتمر السادس عشر لحزب الاستقلال مساء يوم أمس الجمعة بالقاعة المغطاة لمركب مولاي عبد الله بالرباط، بحضور ضيوف غير متوقعين. أبرز هؤلاء الضيوف المفاجئين ليس سوى حكيم بنشماش، رئيس المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيس فريقه بمجلس المستشارين. بنشماش خاض مواجهات قوية مع وزراء حزب الاستقلال في الحكومة السابقة ومستشاريه في الغرفة الثانية وصحافته وحتى حقوقييه في العصبة المغربية لحقوق الإنسان، التي اتهمته بالفساد الانتخابي بعدما اتهم هو حزب الاستقلال بتعذيب والده في الريف. حضور مصطفى الباكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أقل مفاجأة من حضور بنشماش. إذ رغم قيادته للحزب الذي مثل الخصم الرئيسي للاستقلاليين ما بين 2009 و2011 إلا أنه يمثل أيضا مرحلة الهدنة وتطبيع علاقات البام مع الاستقلال والعدالة والتنمية في إطار ما أسماه الباكوري "معارضة بناءة" للحكومة التي يقودها هذان الحزبان المحافظان. بدوره كان حضور ميلودي مخاريق، رئيس نقابة الاتحاد المغربي للشغل، مفاجئا فهو ليس سوى الخصم الرئيسي لحميد شباط ونقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب. مخاريق وجد نفسه في مرمى شباط بمناسبة صراع نقابته مع إدارة المكتب الوطني للتكوين المهني. كما أن جريدة "العلم" كانت أقرب إلى نقابيي النهج الديمقراطي في تغطيتها لطردهم من طرف مخاريق من الاتحاد المغربي للشغل. الشيخ حسن الكتاني، المفرج عنه أخيرا بعفو ملكي بعدما كان يقضي عقوبة حبسية بتهم لها صلة بالإرهاب، حضر بدوره الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الاستقلال، بعدما فضل أخذ مسافة عن العمل السياسي الذي أعلن بعض شيوخ السلفية الجهادية نيتهم خوضه. الكتاني يشترك مع الاستقلاليين في المرجعية السلفية رغم الفرق الشاسع بين سلفيته الوهابية المتشددة وسلفية الاستقلاليين الوطنية المنفتحة. حضور وزراء حزب العدالة والتنمية كان لافتا. عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، وعبد الله باها، وزير الدولة، ولحسن الداودي، وزير التعليم العالي، لبوا دعوة الاستقلاليين إلى جانب عبد العزيز العماري، رئيس الفريق النيابي للحزب. نفس الشيء بالنسبة لحزب التقدم والاشتراكية حليف الاستقلال في الكتلة الديمقراطية الذي حضر أمينه العام نبيل بنعبد الله ورئيس مجلس رئاسته اسماعيل العلوي وعضو ديوانه السياسي خالد الناصري. أما الاتحاد الاشتراكي فمثله كل من كاتبه الأول عبد الواحد الراضي، وسلفه محمد اليازغي وعضو مكتبه السياسي الحبيب المالكي.