أصدر تكتل لهيئات جمعوية و نقابية مهتمة بقضايا التعليم بمدينة العيون بيانا ناريا حمل في طياته إشارات قوية حول نية الهيئات المذكورة مواجهة سياسة وزارة الوفا بالأقاليم الصحراوية. البيان الذي توصلت ' كود' بنسخة منه يتطرق لأول مرة لقضية تغييب الثقافة الحسانية من المناهج التربوية و ما أسماه الموقعون بعسكرة المؤسسات التعليمية و اعتماد المقاربة الأمنية بدي الخيارات التربوية. وطالب أصحاب البيان بمراجعة السياسات العامة والتعليمية بشكل خاص حتى تستجيب لحاجيات وخصوصية المنطقة. وشددوا على ضرورة الافتحاص المالي والإداري ومحاسبة المفسدين واعتماد الكفاءة في تقلد المناصب . ودعى البيان إلى ترسيخ الحكامة في ادارة المؤسسات التربوية وسحب مظاهر المقاربة الأمنية والقضاء على كل أشكال التمييز السلبي و انشاء مؤسسات خدماتية واجتماعية على غرار مثيلاتها بالشمال. واختتم البيان بالدعوة لتنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الأكاديمية بالعيون بالموازاة مع ترأس الوفا أشغال المجلس الاداري لأكاديمية العيون بوجدور الساقية الحمراء ، متبوعة بما أطلقوا عليه مسيرة الكرامة لرد الاعتبار للصحراويين اضافة إلى عزمهم تنظيم ندوة صحفية لتناول خلفيات قرارهم و تناول أوضاع التعليم بالمنطقة. تجدر الاشارة إلى أن قرار توقيف مدير أكاديمية كلميم عبر الهاتف و بدون مجلس تأديبي أو لجنة تفتيش فتح النار على محمد الوفا وزير التربية الوطنية من طرف فعاليات و هيئات واسعة كان آخرها وقفة تضامنية لطلبة الأقاليم الجنوبية أمام مقر الوزارة توجت بلقاء الوزير الذي أشاد أمامهم بخصال المدير الموقوف ووعدهم بتسوية الأمر في القريب العاجل. قضية المدير الموقوف أخذت منحى أخر عندما تناولها إعلام البوليساريو و خصوصا القناة التلفزية و التي اعتبرت القرار رسالة واضحة إلى الصحراويين و دليل على طرح المغرب فيما يتعلق بالجهوية الموسعة و تمكين الصحراويين من تسيير شؤونهم بأنفسهم. انتهازية البوليساريو في هذه القضية ،حسب ما صرح به مصدر مطلع ل ''كود" ، ترتكز على درايتها بالدور الفعال الذي قام به المدير المذكور لصالح المغرب إبان عملية تحديد الهوية لما كان مراقبا لها عن الجانب المغربي ، و بالتالي قامت بتسويق فكرة جهنمية حيث ظهرالمغرب كمن يكافأ الأوفياء الأكفاء بالتوقيف و التنكيل. وعلمت 'كود' من مصادر خاصة و مقربة من ملف المدير المذكور أن هذا الأخير تلقى اتصالا هاتفيا من طرف الوفا عبر له عن تسرعه في اتخاذ القرار ووعد بتسوية الأمر بعد الانتهاء من امتحانات الباكلوريا. ومن المتوقع أن يكون باشا العيون قد اجتمع صباح اليوم ، الأربعاء 27 يونيو، مع تنسيقية الهيئات الجمعوية و النقابية التي تعتزم التصعيد تزامنا مع زيارة وزير التربية الوطنية للعيون في محاولة لثنيها عن القيام بأي تحرك احتجاجي و فسح المجال لحل المشكل داخل الادارة و عدم إعطاء الفرصة لأي جهة من أجل الركوب على مشكلة إدارية روتينية و تحميلها زخما سياسيا لا علاقة لها به .