بات عبد الإله بنكيران الذي اختار العطلة في وقت صعب تجتازه حكومته وحزبه بعد الانتقادات التي وجهها الملك لأداء الحكومة في خطابي عيد العرش ذكرى ثورة المك والشعب ، يعيش على إيقاع حرب نفسية وضغوطات لا تنتهي من محيطه على وجه الخصوص وكان صقور الحزب ، الذين التزموا الصمت منذ مدة وعلى راسهم رئيس الفريق عبد الله بوانو، اختاروا تمرير إشارات تكميلية لتلك التي بعث بها بنكيران إلى الدوائر العليا من قبيل إظهار اختلافه مع الملك حول حصيلة الحكومة بشكل عام وتدبيرها لقطاع للتعليم بشكل خاص، لذلك ، تؤكد مصادر مطلعة ل"كود" فضل بوانو بعث إشارات تخوف الحزب من محنة جديدة كتلك التي عاشها بعد اتهامه بالتورط المعنوي في أحداث 16 ماي الإرهابية والضغوطات للتي مورست عليه حينها والتي كادت تؤدي إلى حل الحزب و استعطاف العدالة والتنمية الملك محمد السادس حينها وهو ما استجاب له بتوقيف قرار الحل الذي كان جاهزا في دواليب الحكومة هذا السيناريو أي سيناريو المحنة ذكر به بنكيران وأعاد سرده عبد الله بوانو في لقاء شبيبة الحزب بالبيضاء يؤكد، تضيف المصادر ذاتها ل"كود"، ان خطوط الاتصال منقطعة بين رئيس الحكومة والملك. في الأيام الأخيرة وان غضبة ملكية على العدالة والتنمية صارت أكيدة بعد فضيحة العفو الملكي على مغتصب الأطفال الإسباني دانييل، لما ترك إخوان بنكيران الملك وحيدا في مواجهة غضب الشارع وهو ما قوى التيار المعارض للعدالة والتنمية في دوائر الحكم ، ورسائل بنكيران وصحبه في لقاء شبيبة الحزب بالبيضاء تعني ذلك صراحة لا تلميحا بنكيران، يؤكد وزير في حكومته ل"كود"، لن يستطيع مواجهة الملك او خوض حرب مفتوحة ضد محيطه الذي يقصفه يوما بعد يوم، ويراهن بتعليمات من أمين سره باها على إظهار ولائه المطلق للملكية رغم الضربات التي يتلقاها كان آخرها من الملك شخصيا ، لذا فهو يفضل في الوقت الحالي إعادة الثقة التي اهتزت بينه وبين الملك في الآونة الأخيرة مع فسح المجال أمام صقور حزبه للهجوم على محيط الملك واتهام بعض أقطابه المؤثرة في القرار بالإيقاع بينه وبين الملك كما جاء على لسان بوانو في ندوة تقييم حصيلة الحكومة التي تم تقديمها لشبيبة الحزب بدلا من البرلمان بغرفتيه كما ينص على ذلك الدستور كما يراهن بنكيران، تؤكد المصادر ذاتها ل"كود" على وصول مفاوضاته مع مزوار إلى الباب المسدود بل يتمنى تأخيرها حتى يتصل به الملك إيجاد حل وهو مستعد لتطبيقه و و كان على حساب مصالح حزبه وموقعه داخل الحكومة، أي ان بنكيران لا يرضى اليوم سوى بان يعيد الملك الاتصال به ويجدد ثقته فيه وهو مسعى مشترك اليوم لدى جميع قادة الحزب من قصوره إلى حمائمه.