سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
من هم الفنانون الذين لم يوشحهم الملك؟! هل يضمن الذين أعدوا تلك اللائحة للملك أن تبقى دنيا باطما مثلا فنانة. ألا يخشون أن تتحول إلى زوجة صالحة. ألا يخافون من الإساءة للملك وللثقافة المغربية بأن تتخصص دنيا باطما في حفلات وجلسات وناسة وتغني الخليجي
لم يعدالمشكل يتعلق بالفنانين الذي وشحهم الملك بأوسمة، بل في الذين لم يوشحهم بأوسمة. فلكثرة الموشحين، ولاختلاط الحابل بالنابل، والعملاق بالقزم، يطرح سؤال حول من لم ينالوا هذه الحظوة بعد، عن الذين تم استثناؤهم، لينتظروا دورهم. لم يعد المهم هي الوجوه التي وشحها الملك، بل تلك التي لم يوشحها، مادام كل هذا العدد الهائل يستحق شرف الأوسمة، فعلى الفضوليين أن يسألوا عن الأسماء الغائبة، ومتى سيحين دورها. إذا كانت من فلسفة للوسام فهي أن يكون قليلا ونادرا ونوعيا ولمن يستحق فعلا أن يكافأ، ولو استمر الأمر على هذا الحال، وفي كل مرة في السنة يوشح الملك جحافل من الفنانين، بمن فيهم المبتدئون، والذين يخطون خطواتهم الأولى، فإن الذين يشرفون على إعداد اللائحة سيجدون صعوبة في العثور على أسماء لتوشح في المستقبل. ومع الوقت لن يعود للوسام معنى، وسيصبح إجباريا وواجبا على الجميع أن يحملوه. هل يضمن الذين أعدوا تلك اللائحة للملك أن تبقى دنيا باطما مثلا فنانة ومغنية، ألا يخشون أن تتحول إلى زوجة صالحة وتعتزل الفن، ألا يخافون من الإساءة للملك وللثقافة المغربية بأن تتخصص دنيا باطما في حفلات وجلسات وناسة وتغني الخليجي، لأنه مدر للدخل، وتتنكر للغتها المغربية بدعوى أن العرب لا يفهمونها. ألا يزعجهم مثلا أن يتحول البيغ إلى تاجر أو منتج ألبومات وينهي مساره الفني وهو يحمل وساما، وهل يمكن لتاجر حينها أن يحمل وسام فنان ويفتخر به ويعتز. ألا يميز من يكتبون ويشتغلون مع الملك بين المطرب والمغني ويجعلون من المجموعات الغنائية مجموعات طربية. أليس أمرا مخجلا أن يوشح شخص يمثل مجموعة غنائية، يبدل أفراد مجموعته في كل سهرة، ويردد أغاني شعبية لفنانين وفنانات ما زالوا على قيد الحياة ولم يهتم بهم أحد ولم يوشحوا كما وشح هو. ألا يستحق عبد الوهاب الدكالي أن يكون شامخا ولوحده وليس وسط الجحافل، تكريما لمساره ولعبقريته وفرادته وللفنان الكامن فيه. ألم يكن من الممكن أن يكون رفقة باجدوب مثلا، أو أي مغن آخر في قامتهما. هناك أخطاء كثيرة ترتكب وتتوالى، ولا أحد يضمن ألا يتحول الناجحون في برامج تلفزيون الواقع الذين يهنئهم الملك إلى مغنيي كباريهات، أو إلى خليجيين، يغنون في الأعراس، وهذا أمر يسيء إلى الملك، الذي واحتراما لمكانته عليه أن لا يهنىء إلا الكبار والذين يستحقون فعلا التهنئة. هناك مغرضون ينتقدون المحيط الملكي ويختلقون الحكايات ويتسقطون الأخطاء، ويظهر في بعض الأحيان أنهم على حق، وأن خللا ما في مكان ما ويجب أن يصلح. لقد تعودنا أن يكون الوسام للذين يقبلونه تتويجا لمسار واستحقاقا بعد تجربة طويلة وخدمة وتشريف للمغرب، ومن الصعب على المغاربة أن يفهموا هذه الحظوة التي نالتها أسماء متعثرة وفي بداياتها، ومجرد صناعة للميديا وتلفزيون الواقع، المرتبط بالإعلانات ورنات الهاتف، وليس بالفن