سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تغريدة طائشة يكتبها ل"كود" نجيب شوقي: نشطاء الانترنت المغاربة وورطة إعادة نفس ممارسات الاستبداد السلطوي عبر نشر الإشاعات والتشهير بالمخالفين في الرأي في النقاش العمومي حول أحداث مصر
لازلنا نعيش كمجتمع متخلف عن الركب الحضاري الإنساني، على لغة التشهير والتعريض والتخوين بالخصوم السياسيين. ففي كل مرة يطرح فيها نقاش عمومي في الساحة الإعلامية وعلى المواقع الاجتماعية، يلجأ أغلب الخصوم السياسيين للغة الإشاعة والسب بدل لغة الحوار والأفكار للدفع بالنقاش العمومي إلى الأمام، بغرض تنوير الرأي العام المغربي. فالدولة المغربية تستعمل في خطابها الرسمي لغة التخوين مع خصومها، فمنذ طفولتنا ونحن نسمع في نشرات الأخبار عن "مرتزقة البوليساريو" " وشرذمة العملاء اليساريين" و بعض" مثيري الفتنة". فالإعلام العمومي الرسمي وصف المعارضة اليسارية في أيام حكم الحسن الثاني بكل النعوت القدحية، بل أن خطب الحسن الثاني نفسها، أثناء وقوع احتجاجات شعبية كانت تتضمن لغة السب وكلمات نابية على سبيل المثال: "أوباش" و"باسلين" "مرتزقة"، وغيرها من الأوصاف القدحية لشعب بأكمله. ليس فقط النظام الحاكم وإعلامه الرسمي من يستعمل لغة الشتم في التعامل مع المعارضين، بل حتى المعارضة تستعملها في التعاطي مع النظام السياسي ومع بعضها البعض. فتهمة العمالة والخيانة للشعب ظلت لصيقة بالاتحاد الاشتراكي وباقي الأحزاب اليسارية البرلمانية في الساحات الجامعية، رغم أن هذه الأحزاب كانت وقتها بالمعارضة والكثير من أعضائها في سجون الحسن الثاني، غير أن المعارضة اليسارية الماركسية اللنينية، كانت تستعمل ضدها لغة التشهير والدعاية والتخوين . لكن قمة العنف اللغوي والدعايات الكاذبة المتبادلة، عاشته الساحة الجامعية ما بين المعارضة اليسارية واليمين الديني الإسلامي. فاليسار يعتبر في خطبه وبياناته الرسمية، اليمين الديني "قوى ظلامية" و "فاشية"، ويدعو في بعض الأحيان إلى العنف بشكل مباشر ضدها. وقوى الاسلام السياسي ترد طبعا بأن قوى اليسار الطلابي مجموعة ملاحدة وشواذ وكفرة، كما أبدع الإسلاميون في الكذب من أجل ممارسة العنف و تشويه الطلبة اليساريين من خلال نشر الإشاعات بالقول مثلا:" أنهم يتبولون على القرآن..الخ. مع ظهور تيار الحركة الثقافية الأمازيغية في الجامعة، سيبدع اليساريون في مهاجمة هذا التيار على اعتباره انه "شوفيني" وعميل" للصهيونية العالمية" ويهدد وحدة البلاد ويؤسس للعنصرية، مما دفع بالنشطاء الأمازيغ للرد بنفس لغة السب والشتم من خلال وصف اليسار ببقايا القومية العروبية البعثية وحفدة صدام حسين والمستعمرين والجنجويد ...الخ أما على مستوى الساحة السياسية الرسمية، فلغة التخوين وتبادل الشتائم، ما بين قادة البجيدي والاحرار والبام والاستقلال والاتحاد الاشتراكي، تعتبر هي لغة النقاش الوحيدة، نظرا لانحطاط العملي السياسي وتشرذم الأحزاب، وغياب معارضة سياسية حقيقية، تحمل برنامجا بديلا للشعب. وتلجأ الصحف الصفراء الورقية والالكترونية الى السب والتشهير بالمعارضين لسياسة المخزن، عبر الترويج لإشاعات وشن حملات تشهير في غالب الأحيان أخلاقية من تهم "السكر والشذوذ الجنسي والإلحاد".... مناسبة سرد جزء من لغة العنف والسب في الساحة السياسية المغربية، هو فقط من أجل فهم بعض ردود الفعل العنيفة التي صدرت عن بعض نشطاء تيار اليمين الديني والتيار العلماني، بخصوص تطورات أحداث مصر. فبدل النقاش الموضوعي المبني على الأفكار، نجد المواقع الاجتماعية مملوءة بلغة التخوين والتشهير وإلباس تهم العنف بالخصم، وذلك لتبرير ممارسات همجية للعسكر المصري في حق مدنيين عزل. فيبدو أن نفس عقلية الإقصاء والتفكير الشمولي الأحادي، لازلت مهيمنة على عقول النشطاء الشباب على الانترنت، نظرا لأن غالبيتهم تربو على هذه الثقافة البئيسة في الجامعات المغربية، ويصدرونها الآن بدون وعي إلى مواقع التواصل الاجتماعي، لإعادة إنتاج نفس عقلية الاستبداد السلطوي المخزني.