لا، الشعب لا يريد عفوا ملكيا بلا نقاش و لا جدال وكأنه تنزيل من السماء. الشعب لا يريد أن يُرقى مسؤولون أهانوا المواطنين جهارا كما حصل في قضية "قبلة الحذاء" إياها، بدل أن يعرضوا على التحقيق و المحاسبة. الشعب لا يريد أن يعنف و يشتم و يضرب رجال الشرطة من طرف أبناء" الرؤوس الكبار" و تطوى القضية فقط لأن أبناءهم فوق كل القوانين ولأن أولاده تحت كل "سباط".
الشعب لا يريد رئيس حكومة يعترف أنه يعرف من هم وراء الفساد الذي أفقر العباد و نخر البلاد، لكنه لا يتجرأ على كشف أسمائهم ضاربا بمسؤوليته عرض الحائط.
الشعب لا يريد هذه البدائة في االمشهد السياسي، لا يريد أحزابا تنسج تحالفات أساسها عدد الكراسي و ليس توافق البرامج السياسية،مجالس وطنية تدار بالمكالمات الخارجة من خلف جدران القصر و خطاب سياسي حيواني مبني على البهرجة والتهريج.
الشعب لا يريد عائلات تحتكر الاقتصاد الوطني، لا يريد أن ترتبط الكتابة الخاصة للملك بسوق الاستتمار و بالامتيازات الاقتصادية ، وأن تُفرض مشاريع اقتصادية كبرى بقوة هيبة السلطة بحال "تي جي في" بدون مناقصات ولا شفافية ولا نقاش وطني.
الشعب لا يريد وطنا لا تحترم فيه الحريات ويقمع ويسجن فيه المختلفون مع إملاءات القطيع،لا يريد أن يظل شباب الربيع المغربي قابعين بالسجون بينما يخرج منها المغتصبون.
الشعب لا يريد حزمة من "الفهايمية" يختبِؤون وراء جدران القصر لينتجوا حقائق جاهزة للاستهلاك معتبرين أي نقد لها خروجا عن الإجماع و إسقاطا لهيبة الدولة.
الشعب لا يريد تعليما يُجَهله و قضاءا يحقره و إعلاما يضلله و نخبة تتواطء عليه و حكومة تستبلده وقصرا لا يربط مصلحة الوطن بشرف أبناءه.
الشعب طلع له هذا الخراء في رأسه..وإن لم يُفهم شعار "الشعب يريد" ها نحن نردده بصيغة النفي..الشعب لا يريد..لا يريد شيئا..خدوا الأموال و المناصب و الامتيازات.. خدوا كل شيء..إلا كرامة أطفالنا..هي خط أحمر.