ذكرت مصادر حكومية ل"كود" أن عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، توجه صحبة وزراء الحكومة هذا الصباح إلى ضريح محمد الخامس والحسن الثاني بالرباط، للترحم عليهما، بمناسبة حلول ذكرى رحيل جد الملك محمد السادس. وشددت مصادر "كود" على أن كل زعماء الأحزاب والنقابات يتقاطرون هذا الصباح على الضريح لأداء هذا الطقس السنوي، في وقت تؤكد مصادر حكومية مقربة من بنكيران أن الأخير ما يزال ينتظر ردا ملكيا حول مآل استقالات وزراء الاستقلال التي يحتفظ بها في انتظار أن يتلقى الضوء الأخضر باحالتها على الجهات العليا، قبل الشروع في المفاوضات من أجل ترميم الأغلبية، والتي لم يعلن عن موعدها بعد والذي يرجح أن يكون نهاية هذا الأسبوع ، ما دام بنكيران نفسه لا يزال بدوره ينتظر ردا ملكيا قبل الشروع في مسلسل مفاوضاته، رغم أن الدستور يعطيه كافة الصلاحيات للبدء في المشاورات وإحالة استقالات وزراء الاستقلال على الملك بمجرد توصله بها دون حاجة إلى موافقة الملك أو رفضه، إلا أن المصادر الحكومية ذاتها، تؤكد في هذا الصدد أن بنكيران يسعى إلى طلب الدعم ملكي لإنقاذ أغلبيته لأنه بات واثقا من أن صعوبات تنتظره في مشاوراته السياسية المرتقبة مع أحزاب المعارضة والتي سيكون مآلها الفشل في ظل أجواء التوثر التي تخيم على علاقة بنكيران بمركز القرار في الدولة وببعض أحزاب المعارضة كما كشفت عن ذلك "تمرضينته": الأخيرة بمجلس المستشارين والتي بعث خلالها رسائل مهمة ودالة إلى من يهمهم الأمر. من جهة أخرى، يسعى بنكيران إلى اللعب على عامل الزمن والرغبة في الظهور بمظهر القوي أثناء المفاوضات واللعب بأكثر من ورقة في جيبه، رغم أن تطورات الأوضاع تضعف من هذا السيناريو فالجميع رأى حالة بنكيران النفسية أثناء مثوله أمام أعضاء الغرفة الثانية في جلسة مساءلته الشهرية، والتي توحي، حسب متتبعين، بحجم الضغوطات الكبرى التي يعيشها في الأيام الأخيرة باعترافه خلال آخر مثول له بالبرلمان بأنه "يتلقى الضربات من أعلى وأسفل ومن اليمين".