اقتبس الرئيس المصري محمد مرسي عبارتان شهيرتان من صديقه رئيس الحكومة المغربي عبد الإله بنكيران، وهو ما يدل على وحدة المرجعية والخط السياسي والايديلوجي بين إخوان مصر وإخوان العدالة والتنمية. قال مرسي لشعب الكنانة في خطابه أمس بعدما توعد فلوله بالويل وطلب منهم وضع حد لهجومهم عليه وإلا فإن مكانهم سيكون السجن، " عفا الله عما سلف" قبل أن يستدرك الخطأ الذي وقع فيه بنكيران حين ترديده هذه العبارة في إحدى خطبه، " إلا ما تعلق بجرائم" يعاقب عليها القانون، بمعنى أن تعامل إخوان مصر والمغرب وفي باقي دول الربيع العربي مع ملفات الفساد واحد، أي إما القبول بشرعية الإخوان في الحكم ودعمهم مقابل عدم النبش في ملفات الماضي، أو الزج بالخصوم في السجون في حال استمرارهم في التمرد على حكم الإخوان، فهؤلاء يؤمنون بتدبير الصراع السياسي عبر الصفقات ضمن إطار منطق برغماتي حريص على جعل الحكم والتحكم هدفا استراتيجيا للاسلاميين حتى ولو كان ذلك عن طريق التحالف مع القوى النافذة المنتمية إلى النظام السابق أو تلك التي راكمت ثرواتها من مصادر مشبوهة شرط أن تبايع المرشد والرئيس. العبارة الثانية التي اقتبسها مرسي من بنكيران وأفتاتي تهم "الدولة العميقة" حيث حرص مرسي في خطابه على التذكير بأنه أعطى أوامره لوزرائه ومحافظيه من أجل إقالة الرؤوس الكبرى في الدولة العميقة التي تعيق الإصلاح، وهو المنطق ذاته الذي يحكم خطاب إخوان العدالة و التنمية في خرجاتهم ، فبنكيران وأفتاتي نجحا في الترويج الإعلامي لمنطق ازدواجية بنية الحكم في الدولة، بين الحكومة والعناصر النافذة في الدولة العميقة ، ما يعني تكامل في المشروع والرؤى بين إسلاميي مصر والمغرب رغم الفرق في السياق التاريخي للدولتين ونظام الحكم بهما.