بو- عزيزي القاريء أحرق نفسك بخبر الحريق الذي شب في جسد المواطن العطاوي بسبع عيون. بسبب ثمن تذكرة، أشعل ثورة في جسده ليهمد، مثل زوبعة من لحم مشوي. لا تفكر في الذين يركبون السحاب، أو يركبون موجات غضبك، لكي يصلوا إلى السلطة دفعة واحدة وبأقل الأتعاب. الذين لم يحترقوا في سنوات الرصاص الذي أذيبت فيه أجساد أخرى.. لا تفكر في الذين يحرقون الدولارات، في كل ليلة صاخبة.. فكر في اليأس الذي شد العطاوي من يده وجره إلى أول عود ثقاب.. لا تفكر في أحد، فكر في كل الذين لا يجدون ثمن تذكرة ويقطعون المسافات، في حين يقطع آخرون الطرقات بأناقة اللصوص العصريين، مشيا على الأقدام. وأحيانا كثيرة مشيا على الآلام. فكر في أجسادهم القابلة للاشتعال، التي تعاند اليأس. بوعزيزي القاريء..أحرق قلبك اليوم، بهذا الخبر، الذي أحرق في الطريق جسدا آخر.. لاتفكر في الذين يصدرون الفتوى، إذا أنهيت الدنيا بالنار، أبدأ الآخرة بالنار؟ فكر فقط في براميل اليأس التي تشتعل دفعة واحدة في دماغك، وتسيح كتيار كهربائي في قطب متجمد. لاتذكر وقتها، أسباب الحياة. ولا أسباب الوفاة. نحن شعب يمكنه أن يجد الطريق الثالث بينهما، نعيش على صفيح ساخن ونموت اختناقا. بوعزيزي القاريء، هذالتاريخ فيك اكتمل، من محارق الكنيسة إلى محارق روما.. إلى محرقة الشيعة في مصر الجديدة. مواطنك العطاوي، اعتبر نفسه سنيا على عهدة الشيخ القرضاوي، وأحرق نفسه الشيعية، لا بسبب الموقف من عائشة، ولا بسبب الموقف من أبي بكر (رضي الله عنهما ) فقط لأن التذكرة رافضية!! الجسد وليمة للنفس، وليمة للنار وليمة لليأس، ولا أحد غيرنا يستطيع أن يطور صناعة الجسم المنذور للهب، سوانا .. بو- عزيزي القاريء.. الجسد تذكرة ذهاب بدون إياب إلى الجحيم. والتذكرة جسد النار المرتقبة.. الجسد شيخوخة النار، عندما يصبح دخانا.. ليس لك ما تأخذه في رحلتك من مكناس إلى ورزازات، أيها العطاوي الفقير؟ خذ جسدك المحروق. خذ النار معك، و احرق كل شيء، وآخر ما تبقى منك : ظلك! لا تذكرة بدون نار. لا جسد بدون نار. بوعزيزي القاريء: لا تغضب. فالغضب مجرد يأس بلا وسيلة. ربما بلا جسد يمكن أن تحرقه. اترك الغضب للشعوب الأخرى، ولك اللهب.. 6/26/2013