محمد بو عزيزي"...تذكروا هذا الاسم جيدا..لن تجهدوا أنفسكم في حفظه لأنه اسم حفر في ذاكرة التاريخ. يمكن أن نطلق عليه "شرارة الثورة" أو "مفجر الثورة" بل و "روح الثورة" لكنه قطعا ليس "جندي الثورة المجهول" بل هو أول جندي أطلق صيحة المعركة الأولى حتى ولو كانت صيحة ألم كبرى مات بعدها. لم يكن يخطر ببال ذلك الشاب التونسي الفقير ذو ال26 عاما وهو يرى مستقبله قد أظلم وأيامه بلا أمل فيتخذ قرارا بإنهاء هذه الحياة التعيسة أنه سيكون سببا في ثورة شعب كامل وزوال طاغية وإضاءة مستقبل وطن في سابقة هي الأولى من نوعها في الأمة العربية. "بو عزيزي" شاب عربي تونسي تخرج من الجامعة ولكنه ظل عاطلا عن العمل لسنوات وفي رحلة سعيه لكسب الرزق في ظل نسب فقر وبطالة متزايدة ونظام حكم لا يلتفت لمصالح شعبه لم يجد سوى العمل بائعا متجولا للخضروات والفاكهة على عربة تدفع باليد، لكن السلطات_التي لا ترحم بل وتحاول جاهدة للحول بين العبد ورحمة ربه_ في ولاية سيدي بو زيد صادرتها منه يوم 17 من شهر ديسمبر الماضي بدعوى أنه لم يحصل على ترخيص لها، فلم يكن من "بو عزيزي" إلا أن قام بإشعال النار في جسده! اشتعل جسد "بو عزيزي" واشتعلت معه الإحتجاجات في شوارع ولاية سيدي بو زيد ومنها انتقلت إلى ولايات أخرى لتشمل تونس كلها،وتستمر لأسابيع لتطيح في يومها ال29 بالديكتاتور التونسي زين العابدين بن علي ويترك البلاد طالبا اللجوء لأي مكان لا يطوله فيه أحرار تونس وينتصر الشعب التونسي في معركة الحرية ليكون الشعب العربي الأول الذي يخوض معركة من هذا النوع ويحقق هذا النصر التاريخي. مات "بو عزيزي" متأثرا بحروقه بعد أسبوعين من الحادثة وأسبوعين من الإحتجاجات قبل أن يشهد يوم سقوط الطاغية _الذي زاره قام بزيارته في المستشفى_ وإنتصار أهله وإخوانه شعب تونس الذين ربما يتسائلون الان هل تظوف روح "بو عزيزي" بأرجاء تونس الان تقبل الأرض والبيوت والناس؟ ولكن المؤكد أنهم وجههوا له رسالة "لم تضيع حياتك هدرا..النار التي أحرقتك تضئ الان وطننا وستضيئ مستقبله وربما أضاءت أوطانا عربية أخرى تحذو حذونا". وتناقلت بعض المواقع ما قالوا أنه آخر كلمات "بوعزيزي" على صفحته على موقع الفيس بوك: "مسافر يا أمي، سامحيني، ما يفيد ملام، ضايع في طريق ماهو بإيديا". "بوعزيزي" انتحر ليس لأنه أراد الموت..بل لأنه أراد الحياة..وأراد الشعب التونسي كله بعده الحياة..فاستحاب القدر في مشهد رائع يحقق قول الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي في قصيدة "إرادة الحياة" _والتي تمثل بعض أبياتها النشيد الوطني التونسي_: "إذا الشعب يوما أراد الحياة..فلابد أن يستجيب القدر..ولابد لليل أن ينجلي..ولابد للقيد أن ينكسر". الفقير ذو ال26 عاما وهو يرى مستقبله قد أظلم وأيامه بلا أمل فيتخذ قرارا بإنهاء هذه الحياة التعيسة أنه سيكون سببا في ثورة شعب كامل وزوال طاغية وإضاءة مستقبل وطن في سابقة هي الأولى من نوعها في الأمة العربية. "بو عزيزي" شاب عربي تونسي تخرج من الجامعة ولكنه ظل عاطلا عن العمل لسنوات وفي رحلة سعيه لكسب الرزق في ظل نسب فقر وبطالة متزايدة ونظام حكم لا يلتفت لمصالح شعبه لم يجد سوى العمل بائعا متجولا للخضروات والفاكهة على عربة تدفع باليد، لكن السلطات_التي لا ترحم بل وتحاول جاهدة للحول بين العبد ورحمة ربه_ في ولاية سيدي بو زيد صادرتها منه يوم 17 من شهر ديسمبر الماضي بدعوى أنه لم يحصل على ترخيص لها، فلم يكن من "بو عزيزي" إلا أن قام بإشعال النار في جسده! اشتعل جسد "بو عزيزي" واشتعلت معه الإحتجاجات في شوارع ولاية سيدي بو زيد ومنها انتقلت إلى ولايات أخرى لتشمل تونس كلها،وتستمر لأسابيع لتطيح في يومها ال29 بالديكتاتور التونسي زين العابدين بن علي ويترك البلاد طالبا اللجوء لأي مكان لا يطوله فيه أحرار تونس وينتصر الشعب التونسي في معركة الحرية ليكون الشعب العربي الأول الذي يخوض معركة من هذا النوع ويحقق هذا النصر التاريخي. مات "بو عزيزي" متأثرا بحروقه بعد أسبوعين من الحادثة وأسبوعين من الإحتجاجات قبل أن يشهد يوم سقوط الطاغية _الذي زاره قام بزيارته في المستشفى_ وإنتصار أهله وإخوانه شعب تونس الذين ربما يتسائلون الان هل تظوف روح "بو عزيزي" بأرجاء تونس الان تقبل الأرض والبيوت والناس؟ ولكن المؤكد أنهم وجههوا له رسالة "لم تضيع حياتك هدرا..النار التي أحرقتك تضئ الان وطننا وستضيئ مستقبله وربما أضاءت أوطانا عربية أخرى تحذو حذونا". وتناقلت بعض المواقع ما قالوا أنه آخر كلمات "بوعزيزي" على صفحته على موقع الفيس بوك: "مسافر يا أمي، سامحيني، ما يفيد ملام، ضايع في طريق ماهو بإيديا". "بوعزيزي" انتحر ليس لأنه أراد الموت..بل لأنه أراد الحياة..وأراد الشعب التونسي كله بعده الحياة..فاستحاب القدر في مشهد رائع يحقق قول الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي في قصيدة "إرادة الحياة" _والتي تمثل بعض أبياتها النشيد الوطني التونسي_: "إذا الشعب يوما أراد الحياة..فلابد أن يستجيب القدر..ولابد لليل أن ينجلي..ولابد للقيد أن ينكسر".