سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حافلات نقل اليسار السريعة! بفضل عبقرية لشكر توصلت العائلة الاتحادية إلى أن الحل ليس في توحيد اليسار فقط، بل في تسريعه أيضا، باسترجاع بنعتيق، واسترجاع قدرته على إحضار الحافلات
لن يبقى اليسار ضعيفا بعد اليوم، لقد وحده قائدنا الهمام، الزعيم المفدى ادريس لشكر، جمع شمله، وأكثر من ذلك جعله سريعا، بأن أعاد عبد الكريم بن عتيق إلى أسرته الاتحادية، بعد أن هجرها، وأسس حزبا، وأسكن فيه أناسا وجدهم في الطريق. فبفضل ذكاء وعبقرية ادريس لشكر توصلت العائلة الاتحادية إلى أن الحل ليس في توحيد اليسار فقط، بل في تسريعه أيضا، باسترجاع بنعتيق، واسترجاع قدرته على إحضار الحافلات وملئها بالركاب اليساريين والسفر بهم من أكادير إلى الرباط والقنيطرة وباقي مدن المغرب مجانا. تكمن أزمة اليسار في مشكل النقل، وبعودة بنعتيق سيتغلب الاتحاديون على هذا العائق، وسيصبح بإمكانهم السفر وملء الشارع في الوقت الذي يريدون، ورغم أن بنعتيق فشل في جمع العمال حوله، إلا أنه نجح في جمع الحافلات وتنظيم رحلات جماعية للمناضلين كلما دعت الضرورة إلى ذلك، بشكل لم يتوفق فيه إلا حميد شباط، الذي يقال إن عدد حافلاته اليمينية والمحافظة يفوق عدد حافلات بنعتيق التقدمية والحداثية. قبل سنوات من الآن اكتشفنا أن بنعتيق دخل سريعا إلى الحكومة ، وخرج سريعا من الاتحاد الاشتراكي حين لم يعد كاتب دولة، وقد لاحظ المتتبعون أنه سياسي ونقابي يفعل كل شيء بسرعة، وهو أول زعيم يساري شاب يستشرف مستقبل اليسار، ويلجأ إلى المواصلات التي تقرب المسافات، فيركب البغلة في صورته الشهيرة أثناء حملته الانتخابية، ويأتي بالأنصار الذين يرفضون دعمه والتصويت عليه إلا إذا حجز لهم مقاعد في حافلات اليسار السريع ووزع عليهم تي شورتات بيضاء وقبعات جميلة تقيهم من شمس النضال في صفوف الحزب العمالي. لن تتوحد العائلة الاتحادية بفضل عودة بنعتيق، لأن حزبه الملتحق يضم شخصا واحدا هو بنعتيق، وقد أسسه لوحده، لكن الأكيد أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سيصبح سريعا، وسيجد الاتحاديون لأول مرة في تاريخهم وسائل نقل متوفرة، بعد أن كان مناضلو حزب المهدي بنبركة وعبد الرحيم بوعبيد ينفقون من جيوبهم ولا يملكون الحافلات، وستتعزز قاعدة الاتحاد الجماهيرية بترسانة قوية وآلات كبيرة بعجلات، لا تحتاج إلا لمن يسوقها ولركاب يمتطونها ويسافرون مع القوات الشعبية إلى كل جهات المملكة، ثم يعودون بعد ذلك إلى منازلهم فرحين بالرحلات السريعة والمجانية التي صار يضمنها اليسار في هذا العهد الجديد.