صباح أول أمس خرج موظف يعمل بمحكمة الاستئناف بطنجة من مقر سكنه قرب ملتقى طرق دار التونسي منتظرا لحافلة وزارة العدل لتقله إلى مقر عمله بالمحكمة، وبينما كان واقفا فوق الطريق كادت أن تصدمه سيارة لم يرها، فتقدم إلى سائقها صارخا في وجهه يلومه متهما إياه بتجاوزه السرعة القانونية داخل المدينة، لكن هذا الأخير الذي كان برفقة أسرته الصغيرة، أكد له أن الخطا خطؤه هو لأنه كان واقفا فوق الطريق المخصصة للسيارات ولم يستعمل رصيف الراجلين، فتطور النزاع بين الرجلين حتى كادا أن يتشابكا بالأيدي لولا تدخل شرطي المرور المتواجد بمفترق الطرق المذكور، الذي أمر سائق السيارة بالابتعاد لأنه عرقل حركة السير بعد توقفه، ثم استدار إلى الموظف ليعاتبه على الضجة التي أثارها بعد تهجمه على سائق السيارة، وبينما رضخ السائق لأمر الشرطي وابتعد بسيارته مغادرا المكان، لم يتقبل الموظف تدخل شرطي المرور مخاطبا إياه بكونه مختصا في مراقبة السير وأن مهمته لا تتعدى ذالك وأنه ليس له الحق بتاتا في لومه أو معاتبته، مما أثار غضب الشرطي الذي أمسك بالموظف وأمره بمرافقته إلى مقر ولاية الأمن القريبة من مكان الحادث متهما إياه بإهانة رجل سلطة أثناء قيامه بعمله. خلال هذه المشادة بين الموظف و الشرطي، وصلت حافلة وزارة العدل وتوقفت كما هي عادتها لتقل الموظف إلى عمله، وكان على متنها بعض موظفي الوزارة، من بينهم سيدة لاحظت من على متن الحافلة النزاع الحاصل فأخرجت هاتفها وبدأت بتصوير المشهد مباشرة، لكن مفتشا للشرطة كان مارا بالقرب من المكان انتبه إلى السبدة و هي تسجل شريط النزاع بين شرطي المرور و زميلها الموظف، فأسرع و صعد إلى الحافلة منتزعا الهاتف منها حتى حذف الشريط المصور ثم أعاده لها، لكن الموظفين الآخرين لم يستسيغوا تدخل مفتش الشرطة وتجمهروا قرب الحافلة، ليصل الخبر بسرعة إلى زملائهم الموظفين الآخرين ليجتمع الجميع قرب مدخل المحكمة حيث قاموا بوقفة احتجاجية تلقائية تضامنا مع زميلتهم و زميلهم الموظف الذي اقتيد إلى ولاية الأمن، وفور علم مصالح الامن بخبر الوقفة أطلقوا سراح الموظف في الحال تجنبا لأي تطور سلبي في القضية.
و صباح أمس، استدعت النيابة العامة شرطي المرور لمساءلته حول تجاوزه لاختصاصاته المتعلقة بتنظيم و مراقبة مرور العربات على الطرقات بعد أن اوقف أحد الراجلين، وحين استجوابه من طرف نائب وكيل الملك ، تلكأ الشرطي في الإجابة على أسئلة النيابة، ثم بدأ يصرخ في وجه نائب وكيل الملك قائلا إنه يحس بالإهانة و "الحكرة" ،ثم استشاط غضبا فأصيب بحالة هستيرية غريبة حيث بدأ يضرب رأسه بقوة بالحائط و يرتمي بجسمه على الأرض في منظر غريب فاجأ نائب وكيل الملك الذي استدعى الإسعاف ، فنقل على وجه السرعة إلى مستشفى محمد الخامس بطنجة لتلقي الاسعافات الضرورية.
وقد وجبت الاشارة هنا إلى كون هذا الشرطي سبق وأن تلقت المصالح الامنية ضده أربع شكايات سابقة من مواطنين يشتكون تجاوزه لاختصاصاته في تعامله معهم..