أخطأت مصالح البروتوكول الملكي حينما برمجت في الزيارة الملكية الأخيرة للشمال تقديم فؤاد لبريني مدير وكالة تنمية أقاليم الشمال لكتاب حول حصيلة 10 سنوات من تدخل الوكالة الذي شرح فيه للملك المجهود المالي الذي بذلته الدولة في هذه المنطقة. إذ كان على مصالح البروتوكول الملكي أن تبرمج عثمان الفاسي الفهري المدير العام للشركة الوطنية للطرق السيارة كي يحاسب أمام أعلى سلطة في البلاد على الإجرام الذي ترتكبه هذه الشركة لنسف المجهود العمومي المبذول في الشمال، إسوة بما كان يعمل به في عهد ستالين الرئيس السابق للاتحاد السوفياتي الذي كان يصطف أمامه المسؤولون عن بناء الطرق والقناطر لمعرفة هل الطرق بنيت بشكل جيد أم هي مغشوشة. فإن كانت مبنية وفق المواصفات يكافأون وإن كانت مشوهة يعدمون ويدفنون تحت الزفت. فلا يعقل أن ينفق المغاربة 250 مليار درهم خلال عشرة أعوام لتنمية شمال البلاد إذا كانت هذه المبالغ الهائلة تتعرض للنسف من طرف شركة أوطوروت المغرب. بالنظر إلى أن الطريق السيار الرابط بين أحد أضخم الموانئ (ميناء طنجة ميد) وعاصمة البوغاز تعرف ترديا فاضحا في الصيانة بشكل يجعل من المشروع التساؤل عن جدوى بناء طنجة ميد أصلا وبناء مدينة جديدة بالفحص أنجرة وفتح مصنع رونو لتوظيف 6000 فرد وتهيئة شريط القصر الصغير وبناء الميناء العسكري بها، إلخ...
فهذه الأوطوروت البالغ طولها 52 كيلومترا تعبرها سنويا حوالي 300 ألف شاحنة قاصدة ميناء طنجة ميد، ويمر عبرها 4.5 مليون مهاجر مغربي كل صيف، ومع ذلك فهي لا تعرف أي صيانة ولا هم يحزنون. فالسير عبرها بالليل محفوف بالمخاطر لغياب تشوير وغياب «حجر سبيسيال» وغياب الصباغة البيضاء، فضلا عن كون الأشغال لا تنتهي بها أبدا بدون نتيجة، بدليل أن رجال الدرك بالمقطع المذكور ما فتئوا يعبرون عن تذمرهم من هذه الوضعية وانعكاساتها على سلامة مستعملي الأوطوروت المذكورة.