على ضوء ما الت اليه أوضاع المهاجرين المغاربة بكطلونيا، من تردي و استفحال جراء الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالاقتصاد الاسباني البلد الجار للمغرب، لايسعنا الا ان نتوجه ألى سيادتكم بهذه الرسالة/الصرخة لكي نثير انتباهكم و نحيطكم علما بهول و فظاعة المعاناة التي يتكبدها أغلب المواطنين المغاربة بالمهجر، وذلك في صمت و حسرة، دون ان يكترث بحالهم أحد، سواء تعلق الأمر بمسؤولي الدولة المغربية أو بلد الاستقبال. و نتصور أنه لا يخفى عليكم حجم الأضرار التي لحقت بالعديد من الأفراد و الأسر المغربية هنا بكطلونيا و غيرها من الجهات، بسبب التداعيات الاجتماعية الخطيرة للأزمة الاقتصادية، و ما تلتها من سياسات تقشفية شرسة أجهزت على جميع الحقوق و المكتسبات التي راكمها المهاجرون طوال سنين من العمل الشاق و المضني.
و اذ نكاتبكم باستياء شديد نود ان نسجل ما يلي :
على مستوى بلد الاستقبال :
*اننا ندرك جيدا أن طاحونة الأزمة الاقتصادية، لم ولن تستثني أحد من الفئات الاجتماعية الهشة، لكن المهاجرون و باعتبارهم الحلقة الأضعف في بنية المجتمع يؤدون ثمنا غاليا الى حد النيل من ادميتهم .
*نتابع بقلق شديد المخططات الحقيرة للحكومة الاسبانية، التي تستهدف المهاجر المغربي في وجوده و كرامته و المتجلية في جملة من التدابير و الاجراءات الاستئصالية، كحرمانه من التغطية الاجتماعية و الصحية، و مصادرة حقه المكتسب في الاقامة القانونية، و اثقال كاهله بالغرامات التعسفية، و تحميله تكلفة الازمة الاقتصادية عبر الزج به في دوامة المنزاعات القضائية حول الرهون العقارية، و التي تنتهي بطرده من مسكنه و تأبيد متابعته بالديون و الصوائر، بالاضافة الى العديد من المظالم التي لا يتسع المقام للتفصيل فيها .
*نسجل بمرارة التنامي المخيف للممارسات العنصرية ضد المهاجرين بشكل عام و المغاربة بشكل خاص، و التي تنم عن حقد دفين تجاه كل ما يتصل بالانسان المغربي، الى درجة اعتباره مصدر كل الافات داخل المجتمع، انطلاقا من احكام مسبقة غير مبررة، تغلف المهاجرين المغاربة في صورة نمطية شاذة تطاردهم أينما و جدوا و بمختلف فئاتهم العمرية و لا نبالغ ان قلنا أن العنصرية فكرا و ممارسة ضمن الحالة الاسبانية، ليست مجرد مظاهر فردية معزولة، بقدرما هي توجهات ثابتة تحتضنها أغلب الأحزاب السياسية و تغذيها العديد من وسائل الاعلام و تتواطئ معها جهات نافذة في السلطة .
على مستوى البلد الأصلي المغرب
*كوننا مغاربة و نفتخر بذلك، لا يسعنا الا أن نعبر عن استيائنا الشديد من الموقف المتهاون و اللامسؤول للحكومة المغربية حيال المعاناة الجسيمة التي يكتوي بنارها المهاجرون المغاربة دون أي تدخل أو اهتمام جدي من طرف الدولة المغربية .
*نعبر عن استنكارنا للصمت المريب للمؤسسات و الادارات المغربية المعنية بالهجرة، من وزارة مكلفة، والمجلس الأعلى للمغاربة المقيمين في الخارج، و مؤسسة الحسن الثاني للمهاجرين المغاربة المقيمين في الخارج ، ومؤسسة محمد الخامس للتضامن،و مرصد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، و قنصليات، و سفارات و غيرها كثير. حيث لا نجد لها أي حضور فاعل أو تدخل حازم للتضامن مع المهاجرين المغاربة و حل مشاكلهم.
*بناء دولة الحق و القانون يقتضي بالضرورة الحرص على كرامة المواطن المغربي أينما كان و الاهتمام به و الدفاع عن مصالحه و حقوقه .
*نطالبكم بالتدخل الفوري لدى الحكومة الاسبانية للتخفيف من معانات المهاجرين المغاربة و الاهتمام بأوضاعهم و تظلماتهم .