الجدار العازل بالصحراء من أذكي أفكار الحسن، بع تمكن ضربات عصابات البوليزاريو وحد من تسللهم بالأمس إلى داخل التربا الوطني، لكنه اليوم في عهد محمد السادس انضاف له دور آخر وهو وضع حد لأي تسلسل للإرهابيين القادمين من الصحراء والساحل. ما حدث في قاعدة «إن إميناس» الجزائرية يوضح أن الإرهابيين بامكانهم التسلسل لكل دوار الجوار التي تتقاسم مع مالي الحدود أو القريبة منها، لكن شاءت الأقدار أن يكون الجدار حاميا للتراب المغربي من هجمات الجماعات الإرهابية. الخبراء الإسرائيليين والأمريكيين كان لهم دور بارز في إقامة هذا الجدار.
يبلغ طول الجدار الأمني العازل بمنطقة الصحراء 2720 كيلومترا، وهو عبارة عن مرتفع رملي يصل علوه إلى نحو 3 أمتار ويربط بين مواقع محصنة مزودة برادارات تبتعد عن بعضها البعض بحوالي 2 إلى 3 كيلومترات تجوبها دوريات.
وتم تشييد هذا الجدار بداية الثمانينيات بحفر خنادق رملية، وبعد ذلك تم تعزيزها بالحجر والرادارات التي تكمن وظيفتها في الإشعار بتحركات البوليزاريو قبل الاقتراب من الحزام الأمني، وبالتالي الحد من عملياتهم المباغتة، لكن القيمة العسكرية لتشييد هذا الجدار كانت تكمن في ربح مزيد من الوقت، وبالتالي محاصرة مقاتلي العدو وكبح عملياتهم الهجومية.
وعلى طول 2720 كلم التي يمتد على مداها الجدار الأمني، هناك حقول ألغام مدروسة بخرائط، إلى جانب رادارات مراقبة للقرب من طراز "راسورا" وأخرى خاصة بالمراقبة عن بعد يصل مداها إلى 50 كلم، بالإضافة إلى قواعد عسكرية مقامة كل كيلومتر ونصف حتى كيلومترين. هذا، ويذكر أن حوالي مائة ألف عسكري من القوات المسلحة الملكية يرابطون على طول الجدار الأمني.