مدينة برلين الالمانية تتعايش مع الاجواء الباردة. تحافظ على حياتها النشيطة والتي تجمع منها اكثر المدن الالمانية حيوية من خلال سهراتها الليلية وانشطتها الفنية المتنوعة. مثلها مثل مدن المانية اخرى تنعش المعارض والمهرجانات الحياة الاقتصادية، فرغم ان درجة الحرارة بلغت 8 درجات تحت الصفر هذه الايام فان ذلك لم يمنع معرض برلين الاخضر من استقطاب الاف الزوار. المعرض شاسع يضم اخر ما تفتقت عليه عبقرية الانسان المعاصر في الزراعة والصناعة الغذائي. فرصة تقدم فيها كل الدول العارضة (حوالي 150 دولة) صورة عن صناعتها الفلاحية، المغرب كان حاضرا برواق عصري لكنه يحتاج الى تطوير، مثل كل المعارض، حضرت الموسيقى. ايقاعات عزفها اربعة موسيقيين البسوهم الجلابة والطربوش. الموطنون الالمان الذين يزورون معرض برلين الاخضر اقبلوا على المنتوجات المغربية المجانية من مسمن واثاي وزيت العود ولحم وحلويات وعدس. خرجوا شبعانين ولكن ما داروش يديهم فجيبهم باش يشريوا الرعفران الحر واركان وزيت العود الرواق المغربي، كما زارته "كود" يوم الجمعة 18 يناير 2013، لا يقتصر على المنتجات المحلية بل يضم جمعيات لمصدري بعض الفواكه وبعض الشركات المعروفة بالتصدير ك"الكومين" التي تعود في ملكيتها الى الملك وشركات اخرى. ما عرضوه من تفاح وليمون وطماطم .... لم يسمح للزوار باستهلاكه، انه للعرض فقط رواق زاره بعض مستوردي المنتجات المغربية ومسؤولين حكوميين اذ زار المعرض وزيرة المانية ووزير للحكومة المحلية بالمنطقة التي تقع فيها برلين المسؤولان كان في انتظارهما وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز اخنوش وسفير المغرب في برلين زنيبر اخنوش كان يعد مفاجأة لوزير المنطقة كما فعل الدورة السابقة التي شارك فيها المغرب وظهر فيها يطبخ رفقة مسؤول الماني، هذه المرة كان فريق اخنوش بتنسيق مع الالمانيين يعدون مفاجأة لكن ضغط الوقت جعل المسؤول الالماني يغادر الرواق المغربي حاملا معه بعض المنتوجات المغربية الشهيرة كهدية خارج هذا الفضاء الشاسع كان حدث اخر تعيشه برلين هو اسبوع الموضة. في احد مطاعم برلين كان احد النادلين من اصل تونسي يسأل "واش جيتو ل"معرض برلين الاخضر" ولا "اسبوع الموضة". فالحدثان انعشا برلين بالجمال وبالاكل المطعم كان مملوءا عن اخره حسنوات سواء عارضات او مدعوات ورجال موضة واعمال ونجوم. بوريس بيكر اسطورة التنس الالماني صنف الرجال كان حاضرا رفقة زوجته، جلس رفقة ثلاثة اشخاص اخرين ولما طلبنا منه صورة رحب وبدا لطيفا. اكثر من ذلك طلب من صديق له التقط صورة ان يضيف اخرى وفي الاخير لما شكرناه واعتذرنا عن ازعاجه ردد كلمة عربية "شكرا" ارفقها بابتسامة تظهر عدم ازعاجه من التقاط صورة وسط مطعم وفي جو حميمي كل سياح برلين لاول مرة مثل حالتي كان اهم فضاء يرغب في زيارته هو حائط برلين او ما تبقى منه، هناك عدة طرق لذلك فالالمان يعرفون جيدا كيف يسوقون مدينة دمرت الحرب العالمية الثانية حوالي 75 في المائة منها ثم استعادت حياتها وقوتها بعد سنوات فقط الحافلة التي تتجول شوارع برلين والمخصصة للسياح قد تعطي صورة عن هذه المدينة التي قسمتها الحرب العالمية الثانية وتم توحيدها بعد سقوط جدار برلين 9 نونبر 1989 . المثير فيما يقدم من معلومات هو الشعور الكبير بالذنب لما اقترفته النازية، كل ما قامت به سلبي اكثر من ذلك فعدد من الاعمال الفنية والمعاهد والبنايات تسعى الى تقديم اعتذار لليهود وللعالم. برلين اصبحت عاصمة للسينما ليس من خلال مهرجانها الذي انشأه الامريكيون قبل ازيد من ستين سنة فقط بل بتصوير عشرات الافلام في هذه المدينة التي يفوق عدد سكانها 3 مليون نسمة لكن المثير ان هذا الاكتظاظ لا يشعر به الزائر