علمت "كود" أن جهة واد الذهب الكويرة تحولت إلى معبر لشبكات التهريب، بدءا من المواد المدعمة من طرف الدولة ومرورا بالمخدرات والسجائر، وانتهاء بتهريب الأدوية الصيدلانية وغيرها، وفي مقدمتها المهيجات الجنسية، خاصة تلك المتعلقة ب"التسمين"، وبالضبط المؤخرات. وكشف مصدر مطلع، تحدث ل"كود"، أنه جرى، قبل أسابيع، حجز 3 صناديق من الحجم الكبير، تحتوي على 3 آلاف حبة من دواء "ديكسامستازون"، الذي يطلق عليه سكان المناطق الصحراوية اسم "درك درك"، أو "دردك دردك"، مشيرا إلى أن صاحب سيارة النقل، وهي من نوع "ميرسديس"، التي ضبطت على متنها الكمية أدين بأداء غرامة مالية قيمتها 14 مليون سنتيم. وفي عملية ثانية، يوضح المصدر ل"كود"، جرى حجز 5 صناديق من المهيج الجنسي نفسه، مؤكدا أن المحكمة الابتدائية في الداخلة أدانت صاحب الشاحنة، التي ضبطت على متنها الكمية، بثمانية أشهر حبسا نافذا. وأوضح المصدر أن المهربين بهذه الجهة يستعملون جميع أنواع السيارات والشاحنات وكل أساليب التهريب لتمرير ما أمكن من المواد الغذائية المدعمة صوب الشقيقة موريتانيا بكل سهولة وحرية. وذكر أن الشريط الحدودي بين المغرب وموريتانيا، خاصة ما يعرف ب"قندهار" يعرف انتشارا واسعا لنشاط المهربين، الذين يقومون بتزوير وثائق السيارات وتهريب المخدرات والجمال والسجائر الأمريكية. وتعد "قندهار"، يقول المصدر، مكانا مرجعيا للمهربين ونقطة لعدة مسالك للتهريب باتجاه المغرب وموريتانيا، كما يجري هنالك تبادل السلع لتتحول هذه المنطقة إلى شبه سوق للتبادل التجاري غير الشرعي. ويمتلك عناصر هذه الشبكة، يبرز المصدر، مجموعة من الشاحنات (شبه فريكو) تنطلق من نواكشوط ونواذيبو وتمر عبر الحدود الكركرات التي توجد بها جميع أجهزة الدولة، إذ تنشط في هذه العملية ما يناهز 20 شاحنة، حيث يقوم عناصر هذه الشبكة المكونة من 4 أشخاص بإشراف كل واحد منها على إرشاد شاحناته التي يعد دورها منحصرا في نقل البضائع كيفما كان نوعها.. وذكر المصدر أن هذه الشبكة لا تتحرك إلا بعد اتفاق معين وفي زمن معين، والغريب في الأمر أن هذه الشاحنات تدخل وتخرج في وقت معين مع غروب الشمس، إذ تنطلق من الكركرات إلى العيون، وفي حالة العكس تشحن في مدينة بوجدور بالمواد المدعمة والمواد المخصصة للقوات المسلحة الملكية ومخيمات الوحدة. وأشار إلى أن زعيم الشبكة يسبق شاحناته عبر سيارة خفيفة تقطع مسافات طويلة بين الكركرات والعيون تحت جناح الظلام، مبرزا أن هذه الشاحنات تمر عبر الطريق المعبدة عبر 12 حاجزا بريا.
وتشمل المواد المهربة، يوضح المصدر، أدوية لتسمين الحيوانات، والنساء، والسجائر، ولمعسل، والأقراص المهلوسة، و أقراص الفياغرا، والخيط الطبي للحيوانات والإنسان، والهواتف المحمولة...، في تحترف شبكة أخرى بيع وشراء السيارات الأجنبية والعملة بشتى أنواعها.
وعلى سبيل المثال، أبلغ المصدر "كود" أن مغربيا قدم من إيطاليا عن طريق البر تسلم ورقة خضراء، مدة صلاحيتها لا تتعدى 6 أشهر للتجول بالمغرب،على أساس أنه دخل من الخارج فيقوم بالتنقل مباشرة إلى الحدود المغربية الموريتانية، حيث تستقبله عناصر الشبكة هناك ويتم الاتفاق على بيع السيارات بقندهار، وتساعده بعض الجهات للعبور بدون تأشيرة مع حثه بعدم ارتكاب أي عمل مشين داخل المنطقة العازلة، مبرزا أن الصفقة تتم بمنطقة قندهار التي تبعد عن الحدود المغربية بنصف كلم.
ويضيف المصدر أن هناك مجموعة من الحمالة بنقطة الكركرات يشتغلون بإفراغ الشاحنات، أصبح أحدهم من أكبر الأثرياء في المنطقة.