التقته "كود" بأحد مقاهي الدارالبيضاء بشارع عبد الرحمان الصحروي، جالسا يحتسي قهوته السوداء برفقة أحد أصدقائه. لم تغير منه السنين شيئا، نفس الوجه البشوش الذي لم يسرق منه خريف العمر الابتسامة وروح الدعابة، التي تجري في عروقه. إنه الكوميدي المغربي عبد الرؤوف كانت إطلالاته عبر الشاشة الصغير منذ أيام الصورة بالأبيض والأسود تبعث البهجة والسرور في قلوب المتفرجين، سكيتشات وسلسلات ومسرحيات طبع بها مسارا فنيا ميزه بالبساطة وعمق اللهجة المغربية وهوية المواطن المغربي.
الصدفة لم تكن بحدث عابر بل جاءت مباشرة بعد انتهاء جلسة البرلمان المغربي، التي ذكر فيها رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران عبد الرؤوف بالاسم في معرض حديثه عن لكريمات والمستفيدين منها، وبحته المضني بين جمل وتعابير كلامه عن حجج ومصوغات معقولة ليقول للمغاربة أن الفنانين والرياضيين والسياسيين يستحقون لكريمات ولن تسحب منهم، إنهم في حاجة إليها كي يعيشوا، ولم يجد بنكيران غير عبد الرؤوف ليقول ما يفيد " عبد الرؤوف مثالا كان كيضحكني أو أنا صغير وأباقي كيضحكني هو في حاجة إلى الإهتمام ". رئيس الحكومة نسي أن عبد الرؤوف لم يمر منذ مدة عبر الشاشة الصغيرة كي يضحكها إلى يوم حديثه ذاك، وحتى قبل حديثه بكثير.
لنترك عبد الرؤوف ليتحدث عن نفسه وعن حياته ومعاناته مع التلفاز والأعمال التي يقدمها للقناتين الأولى والثانية وترفض. لنتركه يخبركم عبر " كود " بالصوت والصورة عن 722 درهم التي يتقاضاها تعويضا له بعد أن سجن وعذب إبان الاستعمار الفرنسي، وعن لكريمة التي يملكها وكيف تم تكريمه ب " قزيدرة " قيمتها لا تتجاوز 200 درهم وسط لغط إعلامي. عبد الرؤوف قال لبنكيران "شكرا لكن المهم هي العناية"