في إطار السباق الانتخابي على المقعد الشاغر بالبرلمان والخاص بالدائرة الانتخابية گيليز لمنارة بمراكش، حل مساء امس الاثنين 1 اكتوبر 2012، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الاله بنكيران، لحشد الدعم لمرشح حزبه لاسترجاع مقعده بالبرلمان، أحمد المتصدق، خلال المهرجان الخطابي الذي احتضنته ساحة باب دكالة بالمدينة الحمراء، المهرجان الذي تفاجأ خلاله بنكيران، بلافتات طالبت برحيله، رفعها محتجون يمثلون كلا من ، التنسيقية الجهوية لأساتذة سد الخصاص، وبعض المعطلين حاملي الشهادات، بالإضافة إلى طلبة معهد تأهيل الأطر في الميدان الطبي، اللقاء الذي حضره أزيد من 600 شخص، من بينهم حوالي 200 من المحتجين، الذين رفعوا لافتات طالبت برحيل بنكيران ورددوا شعارات:"لا جنوب لاشمال كلنا بحال بحال، بنكيران انت زيرو". ما دفع بنكيران أن يطرح السؤال على الحاضرين "شكون بغاني نبقى رئيس الحكومة"، مما أستفز المحتجين على حضوره لتبدأ موجة من الصفير، كادت تعصف بالمهرجان، بعدما بدأت بعض المناوشات بين المؤيدين والمعارضين لوجود بنكيران.
ليستدرك رئيس الحكومة الأمر بالقول: "أنا رئيس حكومة صاحب الجلالة وبذالك فإني مع كل المغاربة"، ومسحة غضب بادية على محياه، رغم ابتساماته الصفراء، ثم واصل كلمته في حق مرشحه للانتخابات الجزئية أحمد المتصدق، "نحن لا نبيع الأوهام للشعب المغربي، بل نحن عمليون، وسوف نستمر في محاربة الفساد والمفسدين".
بعد حوالي نصف ساعة من المد والجزر، في كلمة بنكيران، تخللتها بين الفينة والأخرى، هتافات المحتجين، ختم الأمين العام لحزب المصباح، بحث الحضور على التصويت لصالح أحمد المتصدق مرشح حزب العدالة والتنمية لانتخابات 4 اكتوبر 2012 ، لاسترجاع المقع الذي ضيعه عليه المجلس الدستوري، القرار الذي اعتبره أحمد المتصدق في معرض كلمته بالمناسبة، قرارا يستخف بكلمة الشعب.
ليغادر بعد ذالك بنكيران ساحة باب دكالة محاطا بمجموعة كبيرة من منخرطي الحزب بالمدينة الحمراء، ومع ذالك لم يسلم رئيس الحكومة من رشق بالحجارة (عبارة عن حصى)، لحسن الحظ لم تصبه بأذى. وسط هتافات المحتجين الذين حاولوا عرقلة سيارته رباعية الدفع.
وما أثار انتباه المتتبعين للشأن السياسي بمراكش، هو اختيار المكان أي ساحة باب دكالة، وبالضبط بجانب معرض الفنون التشكيلية، الذي أضحى مرتعا للمتشردين وعبارة عن مكان لقضاء جميع (أنواع الحاجات)، تنبعث منه الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف، في إشارة أخرى إلى من يهمهم الأمر. وما لاحظته "كود" التي تابعت اللقاء أن بعض الذين قدموا أنفسهم على أنهم معارضون لبنكيران كانت تنبعث منهم روائح الكحول بكل أنواعه مما يرجح فرضية أنهم بعثوا لإفساد التجمع الانتخابي من قبل جهة ما، فإذا كان المعطلون وأساتذة سد الخصاص قد احتجوا بطريقة حضارية فإن فئة أخرى جاءت لهدف اخر غير الاحتجاج