سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
علي أنوزلا ناشر "لكم": الجهات التي تقف وراء هذه الحملات الدنيئة ضدي جبانة وتلجأ إلى مسعورين ومخبولين لتحرضهم ضدي وعلاقتي بالهمة مهنية وهو من سعى للقائي
هل يمكن أن تضعنا في صورة ما تتعرض إليه مؤخرا من هجومات ممنهجة من طرف مواقع الكتروني معينة؟ ما هي خلفيات هذا الهجوم الإعلامي؟ - الزملاء الذين كتبوا عما نشر في بعض المواقع البوليسية والصحف والصفراء والمنشورات الحزبية، هم من وصفوا ذلك بالهجمة والحملة. ومن طبعي أن لا أرد على المنتقدين خاصة إذا كان "النقد" ساقطا وبلغة دنيئة لا تحترم أخلاقيات الحوار. وفي الحقيقة فما صدر عن هذه المنابر ليس نقدا وإنما هو "قذف وسب وشتم"، ولا أتصور أن حتى هذه الكلمات تفي بالغرض في مثل هذه الحالة. خلفيات هذا الهجوم متعددة منها ما هو مرتبط بخط التحرير الذي أنهجه وهو خط تحريري مستقل لا يساوم ولا يهادن في قول الحقيقة والبحث عنها. ومنها ما هو مرتبط بمواقفي كإنسان مستقل وحر لا يخشى لومة لائم في قول الحق أو ما يعتبره حقا. ومنها ما يرتبط بالمواضيع التي أطرقها والجرأة التي أطرقها بها ولم يتعودها الكثيرون. لذلك لا أستغرب كلما اقتربت من موضوع حساس أو عبرت عن موقف مخالف أو انتقدت بشدة قرارا أو مبادرة خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالملك أو بموضوع الصحراء إلا ويتم تحريك هؤلاء الأزلام مثل جوقة تتقيأ نفس التفاهات. ولأن ذمتي المالية كانت دائما بيضاء ولأن من يحركوهم حاولوا إغرائي بالمال ولم يفلحوا لجئوا إلى المس بعرضي وشرفي وشرف أسرتي... لكن هيهات لهم ذلك وهيهات مني الذلة.
قررت أن ترفع دعاوى قضائية ضد هذه المواقع، أين وصلت الإجراءات القضائية؟ قررت رفع دعاوي قضائية ضد موقعين "بوليسيين" وضد جريدة صفراء وضد شخص يشتغل بمنشور حزبي، لأن هؤلاء بالغوا في غيهم، لذلك سعيت إلى القضاء لرد الاعتبار لشخصي ولعائلتي التي تم مسها، وأيضا لتعريتهم بما أن بعضهم جبناء يسبون ويشتمون بأسماء مستعارة، أو ينتحلون مناصب وألقاب ينصبون بها. وإذا لم ينصفني القضاء فسأعرف كيف أقتص لنفسي، فلحمي مر. وشرفي، فمن نهشه لن ينام قرير العين! فكل رأسمالي في هذه الحياة هي كرامتي وشرفي وشرف عائلتي ومن أجل واحدة من هذه يضحي المرء بما هو أغلى وأعز عنده.
هل تتهم جهة معينة داخل الدولة في استهدافك دون غيرك من الصحفيين؟ ألا كشفت عن هذه الجهة؟ الجهات التي تقف وراء هذه الحملات الدنيئة جبانة لذلك تلجأ إلى مسعورين ومخبولين لتحرضهم ضدي. وعلى أي فهذه الجهات هي نفسها التي يزعجها الخط التحريري المستقل والحر الذي التزمت به طيلة ممارستي لهذه المهنة.
عدد من المواقع اتهمتك بالعمالة للبوليساريو؟ لماذا في نظرك تركز الحملة التي تستهدفك على أصولك الصحراوية؟ اتهموني بالعمالة للبوليساريو وللقذافي وللجزائر ولأمريكا ولإسرائيل... ولا أعرف لأية جهة أخرى غدا. وعلى أي فهذه الاتهامات لم تعد تهمني لأن أصحابها مجرد أبواق لدى أسيادهم. ومن يسوقونها لهم يدركون أني أشرف وأنزه منهم مما يجعلني أترفع عن الرد عليهم. فوالدي رحمه الله استشهد نهاية السبعينات وسلاحه على كتفه يحارب في الصحراء بعد أن حارب في جيش التحرير وفي صفوف المقاومة وفي حرب الرمال وفي حرب الجولان، واثنين من أشقائي قضوا ربيع شبابهم في الصحراء تحت لعلعة الرصاص أيام احتدام الصراع، لذلك كنت دائما أترفع عن مزايدات هؤلاء الجبناء، لأن دفاع أسرتي عن الصحراء دفعته دما وهو أغلى ما عندها، وهو ما يعطيني اليوم ولكل مغربي حر الحق في التعبير عن رأيه بحرية بدون منة من أحد أو مزايدة منه. وحتى عندما سافرت في إطار مهمة صحفية إلى مخيمات البوليساريو، سافرت وأنا أحمل بين أضلعي جرحا غائرا كبيرا بسبب هذا المشكل الذي سبب الكثير من المآسي لكثير من الأسر... لذلك فلن تثنيني تفاهات هذه الاتهامات عن قول رأيي والصدح به جهارا نهارا وحتى عندما كنت في مخيمات البوليساريو، كنت كلما سئلت عن موقفي من "حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره"، أرد بالقول "أنا مع حق الشعب المغربي كله لتقرير مصيره". أما الإدعاء بأني عميل للقذافي، فأنا سافرت إلى ليبيا في بداية التسعينات ومكثت هناك نحو 15 يوما أنجزت خلالها ربورتاجا مطولا نشر بمجلة "المجلة" تحت عنوان "عزلة العقيد"، كان ذلك بمناسبة تطبيق الحظر الجوي على ليبيا على إثر اتهامها في قضية "لوكيربي"، ونشر الربورتاج على حلقات في تلك المجلة، وأعدت نشره مرة أخرى على حلقات خلال شهر رمضان من عام 2007 عندما كنت بجريدة "المساء". وإذا عدت إلى قراءة ذلك الربورتاج فستكتشف أي نوع من العملاء كنت! ففي السنة الموالية لنشره ذهبت إلى ليبيا عبر الحدود مع تونس لإنجاز ربورتاج لحساب "الشرق الأوسط"، وكان رفقتي الزميل المصور الصحفي مصطفى الشرقاوي، وهو سيقول لك كيف تم تهديدنا بالسلاح، وليس بأي شيء آخر لمنعنا من الدخول إلى الدولة المفترض أني كنت أحد عملائها. وحتى عندما بدأت "المساء" تعيد نشر ربورتاجي القديم اتصلت السفارة الليبية في الرباط بالجريدة لتعبر عن امتعاضها مما كان ينشر. وعندما قرر القذافي محاكمتي وزملائي في الصحف الأخرى عام 2009، أخرج محامي القذافي مرافعة بها كل المقالات التي كنت أنشر وفيها انتقاد لنظام موكله. وكنت أفعل ذلك في الوقت الذي كانت فيه وفود السياسيين والصحافيين والمثقفين والفاعلين الجمعويين المغاربة يحجون إلى "جماهيرية القذافي العظمى" ويتلقون الهدايا والإكراميات ليكتبوا عن "أطفال السيدا" وعن "السد العظيم"... عودوا إلى أرشيف "الصحف الوطنية"، لتكتشفوا من هم العملاء الحقيقيون لنظام حاكمنى بدعوى من وزارة خارجية بلادي وأصدر قضاء بلادي حكمه ضدي فقط لأني كتبت بأن القذافي جاء إلى السلطة على ظهر دبابة وبأنه بدر أموال شعبه في مغامرات مجنونة لإرضاء جنون العظمة عنده...
هل يمكن الكشف عن حقيقة إبعادك عن إدارة مكتب الشرق الأوسط بالمغرب؟ هذا موضوع قديم. وتلك حرب صغيرة وسخيفة قادها سخفاء. وخيرا فعلوا. لأني نسيت نفسي في تلك التجربة التي طالت شيئا ما. وكان اختياري لها في البداية مجرد مرحلة انتقالية لأني رفضت عندما تخرجت من المعهد أن أشتغل موظفا بالإعلام الرسمي، وأيضا لأني كنت ومازلت أرفض أن يقتطع أجري من المال العام، كما رفضت أن أقيد حريتي داخل منشور حزبي من أجل الحصول على راتب في نهاية الشهر. وعندما أصبح الجو مواتيا لتأسيس صحافة مستقلة بادرت إلى تسجيل اسمي من بين عناوين الصحافة المستقلة التي عرفها المغرب.
هل يدفع أنوزلا ثمن عدم رضا بعض الدوائر العليا عنه، وما حقيقة علاقتك بمقربين من الهمة؟ أولا يجب تصحيح ما قلته فالمقربون من الهمة هم الذين تقربوا مني. أنا لم أسع في أي يوم من الأيام إلى التقرب من أي كان. علاقتي بالهمة علاقة مهنية، علاقة صحافي بمسؤول سياسي. وهو يعرف جيدا طبيعة هذه العلاقة التي تتيح لي حرية انتقاد تصرفاته كسياسي. ولم أسع في يوم من الأيام إلى لقاءه، وهو يعرف ذلك، وإنما هو من سعى إلى لقائي. وفي أول جلسة معه قلت له بأن حريتي كصحفي واستقلاليتي كمهني تجعلني أحتاط من السياسيين ومن خطابهم مخافة السقوط في شرك "الاستغلال" أي (La manipulation)، إن صحت الترجمة. لأن أخطر ما يمكن أن يتعرض له الصحفي هو أن يستعمل بدون أن يدري كأداة لتصريف خطاب أو في يد جهاز أو لحساب شخص ما. أما عن رضى أو سخط الأجهزة، فلا يهمني إن رضت أو لم ترضى تلك الأجهزة عن عملي لأني لست موظفا عند أي كان.
كنت ضمن الفريق الصحفي الذي صنع تجربة المساء هل يمكن أن تكشف لنا حقيقة خروجك من هذه التجربة وتأسيسك للجريدة الأولى؟ نعم، كنت من بين المؤسسين لهذه التجربة من داخل مطبخ الجريدة. لم أساهم في رأسمال الجريدة لأنه لم تكن لدي أموال للمساهمة بعد أن فقدت رأس المال الذي أسست به "الجريدة الأخرى"، وهو كل ما حصلت عليه من سنوات عملي في "الشرق الأوسط"، والذي "استولى عليه" الزميل رضى بنشمسي بطريقة قانونية "طبعا" عندما فتحنا له رأسمالها أنا والزميل توفيق بوعشرين، فأصبحنا أقلية داخل الجريدة التي أسسناها بعد سنتين من الكدح وبدون أجر أو تعويضات. لذلك عندما أسست "المساء" كنت معتكفا في الصحراء، حتى اتصل بي الزميل توفيق بوعشرين وطلب مني مد يد المساعدة، ووافقت على ذلك لكن شرط أن يكون ذلك بدون مقابل. وفعلا بدأت أكتب معهم بدون توقيع، واقترحت عليهم إدخال بعض التعديلات على "الماكيت" وسهرت على إدخالها أنا والزميل طارق جبريل، وكنت آتي إلى مكتب الجريدة يوم السبت، يوم عطلة الصحافيين والعاملين بالجريدة لتنفيذ تلك التعديلات. وفي نهاية أول شهر مد لي توفيق بوعشرين ظرفا لا أعرف ماذا كان بداخله، وقال لي هذا ليس أجرة وإنما تعويضا عن العمل الذي قمت به من أجل تعديل "الماكيت"، فذكرته باتفاقنا الأول، ورفضت أن استلم الظرف، وهو يعرف عنادي في مثل هذه المواقف. واستمريت في العمل معهم بدون توقيع، إلى أن طلب مني التوقيع باسمي، على أساس أن يكون ذلك لفترة مؤقتة إلى أن أدبر أمري. ولم أناقش قط، وتوفيق ورشيد نيني (أطلق الله سراحه) مازالا موجودان، راتبي أو أي شيء من هذا القبيل، ولم أوقع أي عقد عمل، وحتى رقم حسابي البنكي أخذه توفيق من ملف "الجريدة الأخرى". وكان من عادتي أن لا أطلع على حسابي البنكي، ومازلت كذلك، لذلك لم أعرف الراتب الذي تم تحديده مقابل تعاوني معهم، حتى جاءني توفيق ذات مساء وقال لي وهو محرج، لقد قررت أن يكون راتبك مثل راتبي أي 15 ألف درهم، ولم أناقشه في الموضوع، وهو يعرف جيدا علاقتي بالمال. وحتى عندما قررت الانسحاب بهدوء من التجربة كان طلبي الوحيد هو نشر مقال استقالتي "استئذان قبل الانصراف" في نفس الزاوية التي كنت أنا وتوفيق نتناوب الكتابة فيها. ولم أسئل عن أية تعويضات حتى اتصل بي توفيق مرة أخرى وسلمني ظرفا وجدت به أجرة آخر شهر. وهكذا طويت تلك التجربة. أما عن سبب المغادرة، فمنذ البداية كنت أدرك أنه يصعب قيادة مكب بثلاث ربابنة. في البداية كنا نناقش بعض مواضيع الاختلاف بيننا، لكن بسبب ضغط العمل وإكراهات الجريدة المادية والأدبية لم يعد هناك متسع من الوقت وحتى للحرية لمناقشة مواضيع الاختلاف. ومرتين فوجئت بأن مقالي لم ينشر، ولم يتم أخباري بذلك في حينه وإنما كنت أفاجئ بالأمر بعد صدور الجريدة، وفي كل مرة كانت تعطى لي تبريرات من قبيل أن التجربة مستهدفة وأنه لا يجب أن نعطي الفرصة لمن يستهدفها لتنفيذ مخططه، وكنت أتفهم ذلك الموقف في كل مرة. لكن عندما انقطع الحوار قررت الرحيل، وكعادتي فعلت ذلك بهدوء حتى لا أشوش على التجربة التي كانت في بدايتها.
لما لم تستطع الجريدة الأولى أن تستمر طويلا؟ عندما فكرت في تأسيس تجربة "الجريدة الأولى"، كنت أسعى إلى أن أتفادى مشاكل التجارب السابقة. لذلك فتحت الباب لأكبر عدد من المساهمين على أساس أن لاتتجاوز مساهمة كل واحد منهم مائة ألف درهم، بما فيهم أنا، ووزعنا الأسهم أيضا بالتساوي بما فيها أسهمي الشخصية، بحيث لم أكن أملك في تلك التجربة سوى 5 في المائة من بين 20 مساهما لكل واحد منا نفس عدد الأسهم. كان الهدف من ذلك هو ضمان أكبر قدر من الاستقلالية للجريدة، لكن المشكلة هي أنه بسبب كثرة عدد المتدخلين أصبح لكل واحد رأيه في "خط تحرير الجريدة"، وهذا من حقهم طبعا، لكن كان يصعب الاتفاق على خط واضح، وحتى عندما أقلعت عن الكتابة في الشهور الأخيرة قبل إغلاقها بسبب بعض الانتقادات لطريقة تناولى للموضوعات التي أكتب فيها، كان هناك من يعترض حتى على حقي في الامتناع عن الكتابة. وجاءت الأحكام التي عرفتها الجريدة وخاصة المحاكمة المتعلقة بمرض الملك لتزيد من مشاكل الجريدة المادية بعد أن انقطعت الإعلانات التي كانت تصل إلى الجريدة، ومن بينها إعلانات شركة كبيرة قررت وقف إعلاناتها يومين فقط بعد استدعائي من قبل الشرطة القضائية في الرباط للتحقيق معي. لذلك كان حتميا ومن الطبيعي أن تفلس التجربة، وحتى عندما فاتحت صاحب رأسمال كبير لإنقاذها بشرائها بصفر درهم، وافق في البداية قبل أن يتراجع دون أن يوضح لي أسباب تراجعه رغم أنه كان متحمسا في البداية.
مررت من الصحافة الورقية إلى الرقمية هل يمكن أن تجملنا لنا مسارك في هذا التحول من الورقي إلى العالم الافتراضي؟ جئت إلى العالم الافتراضي مضطرا وليس بطلا، كما يقال. وشاءت الصدف أن يتزامن إطلاق موقع "لكم. كوم" مع الإرهاصات الأولى التي أطلقت ربيع الشعوب. فالموقع انطلق بداية شهر ديسمبر 2010، وفي السابع عشر من ذلك الشهر أضرم محمد البوعزيزي النار في ذاته. لذلك اتهمنا حميد شباط بأننا ضمن المخطط الصهيوني الذي يقف وراء "الربيع العربي". وكان يمكن أن ينطلق الموقع شهرا قبل ذلك، لكن أحداث "إكديم إزيك"، جعلتني أأجل إطلاقه، حتى لا يقال بأننا خططنا حتى لأحداث ذلك المخيم المأساوية. صراحة العالم الافتراضي أعطاني حرية أكبر وهامشا أوسع للحركة، وبدون قيود غير القيود القانونية وتلك التي تفرضها أخلاقيات المهنة، وأكثر من ذلك بدون إكراهات مادية. ومنذ إنطلاق الموقع وقد مضى الآن على وجوده عام و5 أشهر، لم أتلقى منه أي تعويض أو مقابل. بل أضطر أحيانا إلى الإنفاق عليه من مالي الخاص الذي أتحصل علي من تعاوني مع مواقع أجنبية أكتب فيها آراء، وإذاعات أجنبية أتعاون معها كمحلل ومعلق.
ما حقيقة استثناء موقع "لكم" من اللقاء الأخير الذي عقده وزير الاتصال مع ممثلي الصحافة الالكترونية؟ - عندما اتصل بي الزميل أحمد نجيم وسألني إن كنت توصلت بدعوة من وزارة الاتصال لحضور لقاء مع الوزير، أجبته بأني لم أتوصل بأي شئ. وفعلا لم أتلقى أية دعوة في الموضوع عندما اتصل بي الزميل نجيم. لكن بعد أن نشر الخبر على موقع "كود" اتصل بي مسؤول بوزارة الاتصال، وقال لي بأنهم حاولوا الاتصال بي عدة مرات ولم يفلحوا في ذلك وبأنهم أرسلوا لي دعوة على بريدي الإلكتروني. لكني لم أطلع عليها ربما لأنهم أرسلوها على البريد الذي تمت قرصنته قبل شهرين فقط. على أي، تبقى هذه مجرد تفاصيل، وبالنسبة لي فقد سبق أن اتصلوا بي في اللقاء الأول وناقشت الموضوع مع الزميل نجيب شوقي الذي كان يعمل معي، فكان قراره أن يذهب هو ليمثل الموقع، رغم أني كنت ضد المشاركة، واتفقنا على المبادئ الأساسية والتي تقول بأننا مع تنظيم القطاع، وضد التحكم فيه، ومع هيكلته وضد دعمه بالمال لأن هذا المال في نهاية المطاف هو مال الشعب. وأخيرا سقف الحرية يجب أن يكون هو ذلك الذي يحدده القانون، ولا أحد فوق القانون. وسبق لي أن التقيت مع مصطفى الخلفي وكررت أمامه هذه المبادئ. ولا أتصور أن حضوري أو غيابي عن لقاءاته سيزيد أو ينقص من أهمية اجتماعاته. تبقى مسألة أخلاقية المهنة وهذه بالنسبة إلى ذات أهمية كبرى، وهي بمثابة سيف ذو حدين. يمكن أن يستعمل للحد من تجاوزات بعض الصحافيين كما يمكن أن يستعمل للحد من حرية البعض الآخر. ومثل هذا النقاش يجب أن يكون بين مهنيين وفي جميع المجالات، لكن ما استفزني أن الوزير في آخر لقاءاته يجتمع لنقاش مثل هذه المواضيع مع أشخاص بلا أخلاق فكيف يمكن أن تناقشهم حول أخلاقيات مهنية؟! بالنسبة لي ومنذ أن امتهنت هذه المهنة التي ستبقى في رأيي أنبل وأشرف مهنة، خاصة عند من يمتهنها المرء بحب، وبعطاء وبدون مقابل مادي أو معنوي، فإن الفيصل بيننا هو القارئ. رأسمالنا جميعا هي ثقة القراء فينا وعندما تضيع هذه الثقة تسقط عنا صفة الصحفي. أما الصحافي الذي يبحث عن تسجيل صفته على بطاقة مهنية فهو مجرد موظف، أو أن يستثمرها في الحصول على دعم من المال العام فهو لا يقل عن صاحب "لاكريمة" الذي ينتعش على اقتصاد الريع.