:سينما بلال مرميد في "كان" "Tilda Swinton" بهيبتها تطلب من المنظمين مدها بالرقم الهاتفي لمُمثلي "ميدي1" و "الأحداث المغربية".حتى لا يسارع سليطو اللسان لنعث خاط هذه السطور بالغرور،أعبر بهدوء للشرح...."تيلدا سوينتون"بحثت عن ممثلي الصحافة المغربية لتبلغ رسالة أرادت أن ينقلها مغربيان لبني جلدتهم ، بحضور ممثل لجنة الفيلم بورزازات."تيلدا سوينتون" قبل أن تسألها نباهة الزميل المختار لغزيوي عن سبب الدعوة،عبرت بهدوء لا يحاكي صورة لها فيها شيء من عنف رسختها أفلامها في أذهاننا....
أفضت النجمة بحبها للمغرب...."تيلدا"النجمة التي لا تقبل عروض أكبر المخرجين العالميين إلا بشق الأنفس،تحدثت عن المغرب دون أن نسأل....حلمها ،نعم حلمها (و هنا أكرر الكلمة لغرض التأكيد)هو الذهاب للمغرب.كلام كبير في السينما تتقن الكبيرة فنيا قوله،و الأكيد أن تنتظر عرضا حقيقيا من مخرج سينمائي حقيقي يصور في المغرب.
"تيلدا سوينتون"،المغرب كبير و يستقبل الكبار...و خلاصة القول،مرحبا بك و شكرا على الاتصال و على اللقاء و على كل الأشياء الجميلة التي و هبتها للسينما.
سينما الغد،تشاهدها اليوم في كان "ويز آندرسون" عبَر السجاد الأحمر ل"كان".شاب أمريكي كفاءته لا يناقشها اثنان يفقهان القليل في السينما ،و في هووليود مشاريعه تمول حال طرحها.شريطه "Moonrise Kingdom" في الافتتاح و يتنافس بدوره على سعفة كان الخامة بعد الستين.سينما متقنة تقنيا إلى أبعد الحدود،لكن حكائيا الأمور ليست كما ألفها المشاهد . "بروس ويليس" بطريقة جديدة في الأداء ،و "إد نورطون" تناسى قليلا مواهبه في التمثيل و انبرى في كثير من فترات الشريط ليكشف عن مواهبه كفكاهي. هذا الجانب أزعج عديدا من ممثلي الصحافة الأمريكية ،و ثلاثة من أسئلة همت هذا الجانب لكن صاحب الفيلم تفادى الإجابة على اعتبار أنه لا يؤمن بالقوالب الجاهزة المعدة سلفا في الإخراج و التمثيل.
"ويز آندرسون"اختار قصة غريبة صورت في فضاء غريب و أمتع في الصورة و منح طفلين فرصة اقتحام عالم النجومية من الآن.هي عادة الأمريكيين في السينما....يصنعون نجومهم،وننتقد هذا الجانب لنلجأ في آخر المطاف لتبني هؤلاء النجوم. هنيئا لهم و شكرا لنا على حسن المتابعة.
درس "فيليب كوفمان" في "كان"
تتجول في أزقة "كان" التي طلقتها مجبرا قبل عام.تلتقي صدفة الكبير "فيليب كوفمان"....تقترب منه و تصافحه...يتساءل صديقك عن سر صب فضحته العيون.تصمت و تتردد ثم تجيبه بأن الشخص الذي كان يسير كباقي المخلوقات العادية في الشارع العام هو "فيليب كوفمان".تتأكد بعد رد فعله البارد بأنك تخاطب شخصا بينه و بين السينما قليل من إحسان و كثير من جهل.الصديق يصر و يدفعك للإحساس بالحرج لحاله .... تجد عسرا في الشرح لأن "فيليب كوفمان" هيمينكواي السينما ،من المفترض أن اسمه يختصر كل الكلام.تكتشف جهل صديقك و جهلك بصديقك و تواصل الشرح."كوفمان" سيقدم هذا العام درسا في السينما هنا في "كان" و هذا هو سبب تواجده ،و "فيليب كوفمان" هو مخرج فيلم L'Etoffe des héros الذي عرض في القاعات و في كل القنوات المشفرة و أيضا في المتسامحة مع جيب المشاهد ."كوفمان" هو مالك الفيلم المأخوذ عن رواية "ميلان كونديرا" L'insoutenable légèreté de l'être....صديقي لم يشاهد أيا منهما ،و جهله يكبر مع مرور الدقائق في عيني لأنه لا يعرف أيضا "كونديرا"...أواصل الكلام على مضض و صديقي لازال يتساءل عن سر إعجابي ب"فيليب كوفمان".
لو كُتب ل"بلال مرميد" أن يتزيى بعباءة فيليب كوفمان للحظة لقرر النأي بنفسه عن السينما و كل ما له علاقة بالسينما ،و لو كُتب ل"بلال مرميد" أن يتزيى بعباءة فيليب كوفمان للحظة ثانية لرفض إعطاء الدرس السينمائي في "كان". السبب، صديقه الذي يحضر كل عام ل"كان".لا يعرف "فيليب كوفمان" و لا يعرف السينما و انتهى الأمر.