فبراير 2006: في هذا التاريخ لم تكن تعرف هدى سحلي إلى أين ستنطلق، فجأة عرفت أن عليها أن تنطلق بينما كنت أتابع دراستي الثانوية نظمت جمعية الانطلاقة للطفولة والشباب سيدي البرنوصي مائدة مستديرة حول موضوع " حتى تكون مدونة الأسرة ثورة حقيقية" . النقاش كسر رتابة الثانوية، وصوت ما بداخلي ناداني: هدى عليك أن تكوني في تلك الانطلاقة، وبالفعل لبيت النداء فوجدت من يستمع لندائي. الانطلاقة جمعية تستقبلك، تنصت لك، لا تقرر في مكانك، تمنحك ما يمكن أن يدفعك لتنطلق.فانطلقت مسيرة النضال،اجتماعات هنا، نقاش هناك، لقاءات مع ساكنة الحي...الخلاصة هدى وجدت ما تبحث عنه،وبنفس المفاجأة التي حضرت بها الانطلاقة في الثانوية. ستجد هدى نفسها في سن 20 سنة كاتبة عامة لجمعية تأسست سنة1995 . هل هذا منطقي؟كيف يمكن لشابة في مثل هذا السن أن تقود جمعية بهذا التاريخ؟ هذا ممكن لأن الانطلاقة أرادت له أن يكون ممكنا ، ببساطة في مقر نضيء فيه الشموع لنجتمع. نؤِمن بالكفاءة نؤمن بالديمقراطية ونحن لا نتوقف في حدود الإيمان بل نحن نمارس ذلك الإيمان. هدى لم تقد، سفينة الجمعية بتشارك دائم ولحظي مع أفراد الجمعية سوى سنتين...الديمقراطية جعلت فتاة أخرى في سن العشرين تقود سفينة نفس الجمعية. والمحيط و الأب و العائلة أين كانوا في هذه اللحظة؟ هنالك من قال"هدى نصيحة لوجه الله الخدمة اللي ما كتوكلش طرف الخبز ما عندك ما ديري بها" وهنالك من قال " وقضاوها اللي قبل منك،آش صوروا" هم قالو و أنا فهمت و انطلقت 20 فبراير 2011 : لم ينتابني شعور أنني سقطت فجأة هنا بل تأكدت أن ما قيل لي تصورات أصنام أفكار حان وقت تحطيمها فخرجت أهتف بالشعارات،أحمل اللافتات، أحضر الاجتماعات أحلم بأن مغربي أنا ستكون له أيضا انطلاقته وليقل من أراد أن يقول شيئا ...لم أعد أحسب للقول شيئا لأن الشباب هذا المغرب، شارع هذا المغرب من كانوا يوصفون أنهم يعيشون في مجرات تبعد بسنوات ضوئية من السياسة وأحوالها و أصحابها هتفوا و هتفت معهم و سأهتف معهم " ها نحن هنا، مغربنا سينطلق" و سيهتف والدي مرة ومرتين وثلاث " تبارك الله على السياسية ديالنا" و أعرف أن أباءا ظنوا أبناءهم خارج التاريخ رددوا أمام أبنائهم "تبارك الله على السياسيين ديالنا".