شدد الباحث السياسي محمد ضريف أن أهم ركائز الدولة المدنية هي العلمانية، مما تعنيه فصل السلطة عن الدين. واعتبر أن الحركات الإسلامية لا علاقة لها بدين، بل تتعامل معه بشكل برغماتي للوصول إلى السلطة، كما أكد في مداخلته حول موضوع "الحركات الإسلامية والفضاء السياسي في المغرب العربي" بالمعرض الدولي للكتاب والنشر مساء يومه الأربعاء بالدار البيضاء. في معرض تحليله لبزوغ نجم التيارات الإسلام السياسي الذي وصل إلى السلطة في مختلف البلدان العربية والمغاربية، أن إسلاميو المغرب لم يصلوا إلى السلطة في إشارة واضحة لحزب العدالة والتنمية، وهناك من يوهم نفسه بأنه وصل إلى السلطة.
الندوة التي حضرتها "كود"، عرفت مشاركة سكرتير الإعلامي السابق لنظام القدفي ووزير خارجيته عبد رحمان شلقم. و المفكر المغربي محمد سبيلا، إضافة إلى صاحب كتاب "الإسلاميون الربيع العربي: الصعود، التحديات وتدبير الحكم" بلال التليدي.
وقد حاول شلقم طيلة مداخلته التي حضرتها "كود" التبرؤ من فترة مسؤوليته مع القذافي، إذ صرح أن قبول الحكم مع الرئيس الراحل بعد ثورة الفاتح كانت قبولا بنسبة من الاستبداد معتبرا دفع الضرر أسبق من جلب المنفعة على حد قوله. مضيفا أنه لم يكن يتخيل أن معمر سيقتل أبناء شعبه للوصول إلى السلطة. ولم يفوت شلقم الفرصة للدعوة إلى التحام بلدان المغرب العربي، وأبدى استغرابه في استمرارية جلب حاجيات الدول المشكل له من بلدان أخرى و هي متوفرة عند الجيران المغاربيين.
الباحث محمد سبيلا كان أكثر تفاؤلا، واعتبر أن صعود الإسلاميين يدخل ضمن دورة التاريخ العادية، وانضباط لإكراه اللعبة الديمقراطية دون أن يغفل ضرورة الحفاظ، على روح التداول على السلطة، وعدم التعامل مع الديمقراطية كسلم نسقطه عندما ننتهي منه. أما مداخلة الكاتب بلال التليدي لامست محتويات كتابه الذي يناقش ملابسات صعود الإسلاميين إلى الحكم، وما هي أبرز التحديات والمعيقات التي يمكن أن تصادف التجرية.