تعمل فرق إنقاذ برازيلية جاهدة تحت أمطار غزيرة لمساعدة ضحايا العاصفة الشديدة التي ضربت جنوب شرق البلاد نهاية الأسبوع، خصوصا ولاية ريو دي جانيرو، وأسفرت عن مقتل 12 شخصا على الأقل. في بتروبوليس، حيث قتل أربعة أشخاص في انهيار منزل ومبنى صغير، شهد فريق من وكالة فرانس برس، السبت، عملية إنقاذ طفلة صغيرة بقيت 16 ساعة تحت الأنقاض، والعثور على جثة والدها على مقربة منها. وقال لويس كلاوديو دي سوزا (63 عاما) وهو جار وصاحب حانة في الحي "حمى الأب الطفلة الصغيرة بجسده على نحو بطولي وتم إنقاذها (...) نحن نتألم، لكننا ممتنون لهذه المعجزة". في المجموع، قضى في ولاية ريو دي جانيرو منذ بدء العاصفة، ليل الجمعة السبت، ثمانية أشخاص، في تيريسوبوليس وسانتا كروز دا سيرا وأرايال دو كابو، وفقا للحكومة. علاوة على ذلك، أكد الدفاع المدني في إسبيريتو سانتو مقتل أربعة أشخاص في هذه الولاية المجاورة بعد ظهر السبت. وقال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في منشور على منصة "إكس" ليل السبت الأحد إن مآسي بيئية مماثلة "تتفاقم مع تغيّر المناخ"، مضيفا أنّ الآلاف تركوا بلا مأوى بسبب العاصفة. وأعرب عن تعاطفه مع الضحايا، وقال إنّ حكومته تعمل مع السلطات المحلّية "للحماية من الفيضانات ومنع حدوثها وإصلاح الأضرار الناجمة عنها". وقضى أكثر من 241 شخصا في بتروبوليس عام 2022 بعد هطول أمطار غزيرة. وقال ريناتو كاساغراندي حاكم ولاية إسبيريتو سانتو إن "الوضع فوضوي" في بلدة ميموسو دو سول في شمال ريو دي جانيرو، حيث تعذر مكن تحديد عدد ضحايا العاصفة. وأظهرت صور جوية التقطت السبت ونشرتها عناصر إنقاذ، أحياء كاملة في المدينة مغمورة بالمياه. وفي صور أخرى نشرتها وسائل إعلام محلية، تظهر مركبات، بينها آلية إطفاء، جرفها التيار. وتدفّقت سيول من المياه والطين في شوارع بتروبوليس الشديدة الانحدار حيث وصف حاكم ريو دي جانيرو كلاوديو كاسترو الجمعة الوضع بأنه "حرج" وأعلن حالة طوارئ فيها. وصباح السبت، كان عشرات الجنود والمنقذين يعملون بمساعدة كلاب تحت أمطار غزيرة، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس. وجرفت المياه جزءا من مقبرة البلدة وفق ما رصد فريق من وكالة فرانس برس كان موجودا في البلدة حيث لا يزال خطر حدوث المزيد من انزلاقات التربة قائما. ومنذ الجمعة، أُنقذ نحو 90 شخصا فيما حُوِّلت مدارس رسمية إلى ملاجئ، وفق لجنة طوارئ شكلتها الحكومة وقوات الإنقاذ. كذلك، ضربت رياح عاتية وأمطار غزيرة الساحل قرب ساو باولو حيث أصيب طفلان ونقلا إلى المستشفى الجمعة. وأوضح خبراء من المعهد الوطني للأرصاد الجوية أن العاصفة ترجع إلى وصول جبهة باردة منتصف الأسبوع في ريو غراندي دو سول (جنوب)، ثم أثرت على ساو باولو وريو، قبل أن تصل إلى إسبيريتو سانتو. وتوقع المعهد الوطني للأرصاد الجوية حدوث عاصفة "شديدة"، خصوصا في ريو دي جانيرو، مع هطول أمطار يبلغ معدلها 200 مليمتر يوميا بين الجمعة والأحد. ويتجاوز هذا المعدل المتوسط التاريخي البالغ 141,5 مليمترا لشهر آذار/مارس بكامله. تأتي العاصفة بعد موجة حرّ شهدتها المنطقة حيث سُجّلت حرارة محسوسة بلغت 62,3 درجة مئوية الأحد في ريو دي جانيرو. وتعاني البرازيل آثار تغيّر المناخ وتشهد كوارث طبيعية متكررة.