لم يكن المدعو (م.ب) الملقب بالمايسترو كما يحلو لأفراد شبكته مناداته بهذا الإسم المستعار يظن أن نهاية مسلسله الدرامي سينتهي أمام حاجز للدرك الملكي بمنطقة حد الغربية القريبة من طنجة في اتجاه أصيلا، حيث تم اعتقاله يوم الأحد الماضي رفقة 5 من أصدقائه بأحد حواجز التفتيش الاعتيادية بهده المنطقة القروية. وقد تم حجز سيارة لا تتوفر على وثائق ثبوتية. كان أفراد الشبكة يتنقلون بها في مختلف عملياتهم . وتفيد مصادر أمنية أن المايسترو إبن رجل الأعمال الشهير، ألقي القبض عليه لكونه كان موضوع 150 مذكرة بحث على الصعيد الوطني للإتجار الدولي في المخدرات القوية.
تاجر المخدرات راكم ثروة خيالية وأقام مجموعة من المشاريع السياحية بطنجة ومدن أخرى من مطاعم ومقاهي وملاهي ليلية.
وكان يحظى بحماية سيكشف عنها التحقيق الذي تتولاه الشرطة القضائية بطنجة.
وأضاف المصدر ل"كود" أن "م ب", الذي يحترف تجارة المخدرات القوية بمدينة طنجة ونواحيها، كان يتحرك بأسماء مستعارة للإفلات من المراقبة، خصوصا وأنه كان يعلم أنه مبحوث عنه من طرف الأمن في قضايا تتعلق بهذا النشاط الممنوع.
هدا وقد استنفرت مختلف الأجهزة الأمنية خلال اليومين الماضيين وحداتهما المنتشرة في طنجة عقب الإعلان عن تفكيك عناصر هده الشبكة الدولية لتهريب المخدرات بين المغرب وإسبانيا.
و قد أجرت فرقة من الدرك الملكي في وقت سابق عمليات تمشيط على الشريط الساحلي لطنجة بحثا عن زوارق ومعدات تقنية متطورة تستخدمها الشبكة في عمليات التهريب. وعلمت "كود" من مصادر مطلعة أن تنسيقا على أعلى مستوى يجري بين الأجهزة الأمنية المغربية ونظيرتها الإسبانية لمتابعة التحقيقات الجارية حول الشبكة الدولية لتهريب الحشيش، التي وصفت بأنها أخطر مافيا يجري تفكيكها مند خمس سنوات .
وقد فككت المصالح الأمنية الإسبانية خلال هدا الشهر ، شبكة دولية مختصة في تهريب المخدرات من الشمال المغربي إلى الجنوب الإسباني باستخدام طائرات.
وأفادت مصادر أخرى أن أفراد الشبكة يستقرون بطنجة من خلال تسيير مجموعة من المشاريع المختلفة.
ووصل عدد المعتقلين في إطار هذا الملف 12 معتقلا وما تزال التحريات متواصلة لإيقاف متهمين من أصل مغربي بينهم مقيمون في مدينة طنجة وسبتة المحتلة، مشتبه في تورطهم في عمليات تهريب المخدرات من المغرب إلى الجنوب الإسباني.
وحجزت الشرطة الإسبانية في عمليات تفتيش بسبتة ومالقة وويلبا 100 هاتف للاتصال عبر الأقمار الاصطناعية وأربع دراجات مائية وستة أجهزة لتحديد المواقع بالأقمار الاصطناعية ومبلغا ماليا حدد في 27 ألف أورو، إضافة إلى سيارات تستخدم في عمليات نقل المخدرات.
وتفيد معطيات أن الشبكة استخدمت دراجات مائية في تهريب المخدرات، إضافة إلى الزوارق السريعة نوع «غو فاست» والطائرات في نقل الحشيش من شمال المغرب إلى المطار السري ب»جزيرة كريستينا».
وأجرت فرقة أمنية إسبانية مختصة في مكافحة المخدرات أبحاثا وتحريات استمرت أزيد من أربعة أشهر بمنطقة «كوستا ديل سول» بالجنوب الإسباني، وهو ما قاد إلى تحديد هوية بارون الشبكة، الذي يعتبر من أكبر بارونات تهريب المخدرات بأوربا.وبين الأبحاث التي أجريت في إطار هذا الملف بحث حول الاشتباه في تورط عنصر تابع لأحد الأجهزة الإسبانية في تزويد شبكة تهريب المخدرات بالمعلومات حول تحركات فرق المراقبة ونقط الحراسة.
وتفيد مصادر أخرى ل"كود" أن بين المبحوث عنهم في هذا الملف مغربي هو الدي تم ايقافه بالأمس بمنطقة حد الغربية.
وقد سبق للمصالح الأمنية المغربية أن أصدرت في حقه حوالي 150 مذكرة اعتقال دولية لتورطه في عمليات تهريب للمخدرات باستخدام زوارق سريعة مهربة من هولندا.ويرجح أن تطيح الأبحاث والتحريات الجارية في هذه القضية سواء من طرف الأجهزة الأمنية الإسبانية أو المغربية بعدد من المتورطين في ملفات التهريب الدولي للمخدرات بين المغرب وإسبانيا سواء بطنجة شمال المغرب أو بسبتة المحتلة أو بالجنوب الإسباني.