باشرت مصالح الشرطة القضائية بتنسيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني أبحاثا وتحريات حول شبكة دولية لتهريب المخدرات، يشتبه في تورطها في عمليات للاتجار في الأسلحة النارية بمدينة مغربية محتلة. ووفق بعض المعلومات ، فإن اجتماعا عقد بالرباط، على هامش زيارة وزير الداخلية الإسباني إلى المغرب، بين أمنيين مغاربة وإسبان، خصص لمناقشة ملف شبكات الاتجار في الأسلحة التي لها صلة بمافيا التهريب الدولي للمخدرات.وبحثت الأجهزة الأمنية المغربية مع نظيرتها الإسبانية مجموعة من الملفات المرتبطة بالتهريب الدولي للمخدرات والاتجار في الأسلحة، والمراقبة في المعابر الحدودية، وذلك بعد تزايد حالات تهريب مسدسات إلى داخل التراب الوطني. وأفاد مصدر مطلع أن المصالح الأمنية المغربية أصدرت في النصف الأول من هذا الشهر، مذكرة اعتقال دولية في حق مغربي يحمل الجنسية الإسبانية ويتحدر من مدينة محتلة، ويشتبه في أنه متورط في عمليات تصفية باستخدام أسلحة نارية بإسبانيا في إطار صراع مافيا تهريب الحشيش. وحسب المصدر نفسه، فإن المتهم يسمى «ب. ع» ويلقب ب»هيشو»، ويعتبر من الأثرياء المغاربة المقيمين في الجنوب الإسباني، ويرجح أنه يقيم في ضيعة فلاحية في منطقة أليكانتي، ويدير انطلاقا منها عمليات تهريب المخدرات انطلاقا من سواحل مدينتين مغربيتين سياحيتين. وربط المصدر ذاته بين بارون المخدرات المشار إليه والعملية الأخيرة التي أحبطتها المصالح الأمنية بمدينة طنجة، بعد حجز طنين من الحشيش بالقرية الساحلية «بلايا بلانكا»، كانت معدة للتهريب بواسطة الزوارق السريعة نوع «غو فاست». وأوقف، بناء على التحريات التي أجرتها مصالح الشرطة القضائية بطنجة حول هذا الملف، عنصران من القوات المساعدة بمركز المراقبة «المنار»، بعد الاشتباه في تسلمهما من الشبكة عمولات عن كل عملية تهريب. وتفيد معطيات أن البارون «هيشو» لجأ خلال السنوات الأخيرة إلى الاتجار في الأسلحة بتعاون مع مهربين إسبان يقيمون بين قاديس وأليكانتي، ومعظمهم متورطون في عمليات التهريب الدولي للمخدرات بين المغرب وإسبانيا. وسبق للمصالح الأمنية الإسبانية أن أوقفت عنصرين من شبكة «هيشو» لتورطهما في عملية لتهريب الأسلحة إلى مدينة مغربية محتلة، وثبت أنها كانت ستسلم إلى مافيا تنشط في الاتجار في الكوكايين بين المغرب وإسبانيا،كما استنفرت المصالح الأمنية الإسبانية بالمدينة المحتلة عناصرها لتفكيك شبكة مختصة في الاتجار في الأسلحة كانت وراء تنفيذ عمليتي تصفية في حق مغربيين باستخدام مسدسين.وتفرض فرقة أمنية إسبانية حصارا منذ حوالي شهر على الحي موقع الحريمة لاعتقال المتورطين، وذلك بعد فشلها في تحديد هوية منفذي العمليتين باستخدام كاميرات المراقبة، بحكم أنهما كانا مقنعين. ويشار إلى أن المصالح الأمنية تتخوف من وقوع أسلحة نارية مهربة في أيدي شبكات تهريب المخدرات والعصابات المختصة في السطو، ولذلك أقدمت على تشديد المراقبة بكل من معبري مليلية وسبتة.