معظم من يستعمل كلمة استراتيجية فإنه يريد الدعم. ولا شيء آخر. الاستراتيجية هنا لا تعني الاستراتيجية في ذاتها. الاستراتيجية ليست بريئة. الاستراتيجية ليست استراتيجية. رغم أن الهدف منها استراتيجي محض ويتمثل في الحصول على المال. ولذلك يتم اللجوء إليها كثيرا في المغرب. وهي لا تعني شيئا سوى أنها استراتيجية من بين الاستراتيجيات للبحث عن مصدر رزق. وبهذه الاستراتيجية يمكنك عزيزي النصاب أن تؤسس جمعية. أو تنجز بحثا. وهي التي وظفتها الأحزاب في إنجاز دراساتها. التي كشف المجلس الأعلى للحسابات أنها ليست دراسات. ولا استراتيجية فيها. وكم تُستهلك هذه الكلمة. وكم يتم توظيفها. وكلما ظهر دعم عمومي. يحوم حوله أصحاب الاستراتيجيات. إلى أن يأتوا عليه بالكامل. وهم كثيرون. و متخصصون. ومهنتهم هي الانقضاض على المنح. ومنهم أشخاص تجدهم في المقاهي. ولهم جمعيات. واستراتيجيات جاهزة. بينما عيونهم على الميزانيات المخصصة لهذه الكلمة. ولا تنجو منهم تنمية بشرية. ولا مبادرة مخصصة للدعم الاجتماعي. وقبل أن تصل إلى الهدف يقطعون طريقها ويأخذون حصتهم منها باستراتيجياتهم. ولهم استراتيجيات لمواجهة الفقر. ولتحدي المستقبل. وللحداثة. وللمرأة. وللاقتصاد. وللإقلاع. وللقرن القادم. وقد تكون للاستراتيجية مسميات أخرى. منها خلايا البحث والتفكير. ويصنعون لها جمعية. ومكتبا. وأعضاء. وجمهورا. ومتلقين. ومتابعين. وضيوفا. وأساتذة. وتقارير. ومراكز للفكر الاستراتيجي. لكن الاستراتيجيين يختلفون في ما بينهم. وهم مستويات. فمنهم الاستراتيجي المحلي. الذي لا يتجاوز الحي. والجماعة الترابية. ومنهم الاستراتيجي الوطني. والاستراتيجي العياش. ونقيضه المعارض. و الاستراتيجي الخليجي. ومنهم الدولي. الذي يراسل المنظمات في الخارج. والحقوقيين. والمراكز. عارضا استراتيجيته. وخبرته. وتحليله. إلى أن تحولت الدراسات الاستراتيجية إلى ظاهرة وأينما وليت وجهك تجد استراتيجيا يبحث في الحكومة وفي الناس ويحلل كل شيء ويعرض خدماته مقابل ذكائه الاستراتيجي. وما يميز الكائن الاستراتيجي أن له حاسة شم قوية وأينما كان الدعم وأينما كانت المنح. في الداخل. أو في الخارج. ينقض عليها. ويفترسها استراتيجيا.