سمنتهم الزائدة ونجاحهم الانتخابي الدائم سبب في الاحتباس الديمقراطي فعلا. فعلا. إنهم كثر. ولا يخلو مكان من وجودهم. ومزعجون زيادة. ويقرصون. ويلسعون. ولا يختفون في الصيف. ولا في الشتاء. ولهم شعوب من النساء. وشعوب من الرجال. ويتزاوجون أكثر منا. وكلما ارتفع راتب الواحد منهم يبحث عن امرأة ثانية. وثالثة. ألا تلاحظون معي ذلك. ألا تلاحظون أن سمنتهم زائدة. ويلتهمون الأصوات. والأخضر واليابس. وفي البرلمان. وفي الشارع. وفي التجمعات. وفي التنظيم. وفي الجمعيات. وفي البلديات. وفي المقاطعات. وفي كل المدن. حتى أنهم صاروا يتسببون في الزحمة. وفي الاختناق المروري. وفي الاحتباس الديمقراطي. ويعيقون السير. حتى أنهم صاروا يشكلون خطرا على تجربتنا الفتية. وعلى الاستقرار. فتتعثر دون أن تدري بعضو من العدالة والتنمية في الطريق. وتقع أرضا بسببهم. وتصاب بخدوش. وبكدمات. وبرضوض. وأعرف شخصا أصيب بكسر بسبب ارتفاع عددهم المهول. بعد أن أسقطوه في الانتخابات السابقة. وأعرف شخصا آخر وقع قذى في عينه بسبب أيديهم المتشابكة والمتفرعة. ولهم غصون تعمي. ولهم فروع. ولهم مشاتل. ولهم أولاد يطلقونهم في الفيسبوك. ولا يتركون أولادنا يلعبون بحرية. ويزعجونهم. ويردون عليهم. وأعرف آلاف الناس لهم طموح في النجاح الانتخابي. بينما يحرمهم حزب العدالة والتنمية من ذلك. ويحول دون تحقيق أحلامهم. ويقف حجر عثرة أمام آمالهم الكبيرة. حيث لم يعد لنا موطىء قدم في هذا المغرب. بعد أن أخذوا كل شيء. وهذا ليس جيدا للمغرب. وهذا هو الاحتكار الديمقراطي بعينه. وما يغيظ أنهم منظمون. ويقاومون. ويكافحون كي لا يصبحوا مثل الأحزاب الأخرى. ويرون أنهم متميزون. وقد ملأوا المقاهي. والمقاعد. والبرلمان. وأينما وجدوا كرسيا احتلوه وأصبح لهم. رافضين النهوض. وبعضهم أصبح يجلس في البارات. وبعضهم أصبح مدافعا عن الحريات الفردية. تخيلوا ذلك. تخيلوا كم هي رهيبة قدرتهم على التكيف. أوف. أوف. لقد خنقونا. وقتلوا كل شيء. وعطلوا التقدم. وجمدوا النمو. وأوقفوا الحركة. والمثير في الأمر أنهم يتكيفون. ويتأقلمون مع كل الأوضاع. ولا يردون لنا طلبا. ويندمجون بسرعة. لذلك يجب تقليص عددهم. ولذلك يجب تخسيسهم. وشفط دهنهم الزائد. يجب ضغطهم في ملف متحكم فيه. يجب تقسيمهم بالقاسم الانتخابي. يجب أن يتواضعوا قليلا. وأن يصغروا قليلا. وأن يكفوا عن غرورهم. وعن مرض الشعور بالقوة. يجب أن يتخلصوا من وهم أنهم لا ينهزمون. يجب التخلص منهم بطريقة لا تبعث على الألم. يجب الحد منهم. يجب دفعهم دفعا إلى الفشل. وإلى احتلال المرتبة الثانية. أو الثالثة. ومهما حاولتَ أن تحد من انتشارهم فإنك لا تنجح. فيتفشون. ويتوالدون بشكل رهيب. ويتشعبطون في الإدارات. ويتسلقون جدران الدولة. ويلزقون بها. ويبحثون عن التعدد. هذا حزب علقة. هذا علك يلصق في الدولة. والحكومة. والبرلمان. وله نواب مثل الثآليل. هذا حزب مزواج. ومهما جربت أن تساهم في إفشالهم فإنهم ينجحون. ومهما وضعت لهم من مطبات. ومهما عرقلتهم. ومهما أخضعتهم لك. لا يبالون بك. وينجحون. ومهما لمحت لهم. فإنهم يتظاهرون بعدم الفهم. ومهما حاولت تشويه سمعتهم. فإن لهم قاعدة انتخابية لا تبالي. وتصوت لهم دائما. أوف. أوف. لقد ضقنا ذرعا بوجودهم الدائم في الحكومة. وبتكاثرهم. وبانتشارهم مثل وباء. وبتفشيهم مثل عدوى. وصراحة فلا أحد منا صار قادرا على تحمل ولاية جديدة لهم. ورئيس حكومة منهم. تعبنا. نعم. تعبنا منهم. باراكا. باراكا. وعليهم أن يفهوا أننا ضجرنا. وهل نضربهم كي يذهبوا. وهل نشتمهم. وهل نطردهم من البرلمان ومن الحكومة. وهل يرغبون في أن نعود إلى أساليب الماضي. وها نحن نقولها: لم نعد نتحمل وجودهم. ولو كانوا أذكياء لتقلصوا من تلقاء أنفسهم دون أن يضطرونا إلى اللجوء إلى هذا القاسم الانتخابي. وإلى بنات أفكار ادريس لشكر. وعمق تفسيره للقاسم الانتخابي. ولتعريفه الجديد للديمقراطية. التي تعني كبحها. وفرملتها. وقد عولنا على الوقت. لكن الوقت لم يؤثر فيهم. ولم ينفعنا الوقت. وأينما وليت وجهك تجد عضوا من العدالة والتنمية. وفي المواقع. وفي الجرائد. وفي البيوت. وفي الصور. وفي الراديو. وفي النلفزيون. والعالم كله يفشل بينما هم ينجحون لكننا لا نرغب في الانقلاب عليهم. لا. لا. ليس هذا هو الهدف. بل فقط التقليل منهم. وعصرهم. وطحنهم. والاحتفاظ بالضروري منهم. وبنسغهم فقط. وبلب العدالة والتنمية. وبحلاوتهم. وبروحهم. وبزيتهم الأساسي. وبرحيقهم. بدل ترهلهم الحالي. وتضخمهم. وانتشارهم الفظيع. والمؤذي للديمقراطية. وللتناوب على السلطة. وحتى لو كنا راضين عنهم. وحتى لو كانوا مخلصين. ولا يتجاوزون حدودهم. ولا يسببون لنا أي إزعاج. فإننا قرفنا منهم. هذه هي. هذه هي الكلمة المناسبة. نعم. نعم. وجودهم الطويل معنا. تسبب لنا في القرف. وأصبحنا في حاجة ماسة إلى تغيير الجو. وإلى وجوه جديدة. لأن الطبيعة متغيرة. والجمود قاتل. ولا طاقة لنا على الصبر. وعلى الانتظار. إلى أن يخسروا. نحن نطلب منهم أن يخسروا حالا. وينكمشوا. ويتكدسوا. ويضحوا قليلا. كما ضحى من قبلهم. ويتراجعوا قليلا إلى الخلف. ولن يضرهم في شيء أن يفقدوا ثلاثين مقعدا. أو أقل. أو أكثر. وأن يضحوا في سبيل الاستقرار. فكل شيء يتقلص في المغرب إلا هم لا يتقلصون. وكل شيء يسأم وينسحب إلا هم لا ينسحبون. وكل شيء يفهم أن مرحلته انتهت إلا هم لا يفهمون. ويتشبثون بنا. ويتكاثرون. ويعتقدون أنهم أصبحوا منا وأنه من حقهم ألا يغادروا. وألا يتقلصوا. وألا يتعرضوا لقسمة القاسم. وأن الدار دارهم لا. لا. لا تكونوا واهمين فللدار أصحابها وقد صبروا طويلا ونفد صبرهم ويرغبون في تغيير ديكور المطبخ. والصالون خصوصا.