في سن السادسة والعشرين، كان دافيد يزن أكثر من 300 كيلوغرام. لم يكن يبارح أريكته، حيث كان يقضي معظم وقته في اللعب والأكل. وفي أحد الأيام، اتصل بإحدى القنوات التلفزيونية لحل مشكلته، وكانت النتيجة أن فقد حوالي 200 كيلوغرام، وبهذا انقلبت حياته رأسا على عقب، بل أكثر من ذلك أنه نجح حتى في العثور على نصفه الآخر! أصبح دافيد حديث الجميع في فونيكس بولاية أريزونا، فالكل منبهر بالتغيير الجذري لحياة هذا الشاب. فقبيل سنوات قليلة كان يعيش في عزلة تامة بسبب سمنته المفرطة، أما اليوم فهو يعمل كمساعد رياضي، محققا بذلك نقلة نوعية في حياته. «لم أكن قادرا على الاعتراف بهذا من قبل، لكن الآن أنا أقولها بكل صراحة، مشكلي مع السمنة بدأ بعد تعرضي للاغتصاب في سن السادسة، ومنذ ذلك الحين فقدت كل رغبة في التواصل مع العالم الخارجي وانعزلت تماما». تزايدت كوابيس دافيد بعدها، حيث أصبح هذا الشاب مسخرة للجميع في المدرسة. «كلما سخروا مني، أحسست بالذنب ولمت نفسي وصببت غضبي في الأكل. وفي آخر المطاف، وجدت نفسي وأنا في الثالثة عشرة أزن 130 كيلوغراما». وبعد تعاطيه للتبغ وتعرضه للعديد من المضايقات... التي كانت تستدعي، في بعض الأحيان، تدخل الشرطة لحمايته، قرر دافيد في سن السابعة عشرة أن يتخلى عن الدراسة. «لماذا سأدرس؟ فأنا فاشل في جميع الأحوال، ومن الأفضل أن أقبع في المنزل وأسلي نفسي بالألعاب الإلكترونية والأكل». ورغم أن هذه الوضعية المحبطة تسببت في العديد من المشاكل لوالديه، فإنهما تأقلما مع الوضع. «كنت أساعد والدي في إلصاق الأسعار بالمنتوجات التي كان يبيعها في متجره المتواضع. وكنت أهتم بوالدتي التي كانت تعاني من مرض السرطان في مراحله الأخيرة. كنت خائفا من الحياة الاجتماعية، ولهذا كنت أفضل الخروج بالليل ولو إلى حديقة المنزل». أما طبيبه، فحذره من خطر هذه السمنة ومن أن حياته لن تستمر بعد 4 سنوات إذا لم يغير نمط حياته هذا. كان جسمه «قنبلة موقوتة».. وبينما كانت أمه على فراش الموت، قامت بإجباره على أن يعدها بخفض وزنه، إلا أن جميع محاولاته باءت بالفشل، كما أن الخضوع لعمليات جراحية كان أمرا مكلفا ومحفوفا بالمخاطر بالنسبة إلى شخص في وزنه. وللخروج من هذا المأزق والتغلب على مخاوفه، قرر دافيد أن يعرض مشكلته على الرأي العام. وبهذا، اتصل بأحد البرامج التلفزيونية المحلية التي أعطته فرصة ذهبية لتغيير حياته، وذلك بمساعدة مدرب رياضي ماهر نجح في جعله محط اهتمام الجميع. «في البداية، كنت أمشي عشرات الأمتار يوميا، وفي نهاية المطاف بدأت بدفع سيارة المدرب في الأزقة لكي يشتد ساعدي!». وبالفعل، فقد دافيد معدل 9 كيلوغرامات في الشهر الواحد. وبعد عامين، أصبح وزنه أقل من 100 كيلوغرام. لكن هذا الإنجاز لم يخلُ من بعض الأضرار الجانبية، فبسبب هذا التغيير أصبح جلده مترهلا وكأنه كرة مفرغة من الهواء، الشيء الذي استلزم العديد من التدخلات الجراحية لإزالة حوالي 13 كيلوغراما من الجلد الزائد. ولم ينس دافيد إعادة تركيب أسنان جديدة، فأسنانه القديمة أتلفتها أطنان السكريات التي كان يتناولها. وبما أنه أصبح مدربا رياضيا، فقد أثار إعجاب ميغان، وهي تعمل كموظفة استقبال في صالة للرياضة، والتي تجهل كليا ما كان عليه خطيبها سابقا. كل ما تعرفه ميغان هو أن دافيد إنسان خجول، وذلك لكون علاقتهما هي أول تجربة في حياته. يصعب على ميغان اليوم أن تتخيل أن مدرب الرياضة هذا كان، في وقت مضى، لا يتحرك من مكانه إلا بمشقة الأنفس. والآن، أصبحت علاقتهما وطيدة جدا إلى درجة انتقلا معها للعيش تحت سقف واحد بعد ستة أشهر. ويقول دافيد: «لم أتخيل يوما أن تكون لي حبيبة! إنها أروع ما حدث في حياتي، فهي تناديني ب«المرقع» لأن جسمي كله ندب! لكن ندبي هذه لا تهمني، فأنا كمن بعث من جديد!». عن مجلة «أوبس»