جاءت الأممية الاشتراكية الأسرية الخامسة بعد أن روج البعض لنهاية الأيديولوجيا. جاءت كبديل. جاء بعد أن اطمأن الليبراليون الجدد لنهاية التاريخ. جاءت بعد الأممية الرابعة. جاءت ضد استبداد الستالينية و أحلام التروتسكية. جاءت لبعث الديمقراطيات الاجتماعية. جاءت كي لا تبيع الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية مقراتها. جاءت لتقترح الثورة للأهل. داخل المنزل. بدل الثورة الدائمة. والمفتوحة. والمغامرة. جاءت لتكون الاشتراكية عقلانية و براغماتية. وبدل عالم مثالي. غير قابل للتحقق. يحكمه العمال. والفلاحون. جاءت باشتراكية تهتم بالقريب. و بالحبيب. وبالأخ. وبالولد. جاءت لتنطلق من النواة الأولى. ومن الأسرة. جاءت لتكون اشتراكية نووية. وقد نظر لها المفكر الألمعي. والقائد السياسي الكبير. ادريس لشكر. و فيها يعمل الاشتراكي من أجل الابن بشراكة مع المهدي. حيث الاشتراكية هنا هي اشتراكية قرب. اشتراكية مع من أنجبته. ومن قمطته. ومن حممته. و أطعمته. ومن يهمك مستقبله. جاءت معلنة عن "الفترة الرابعة". حيث على المد الاشتراكي أن يخرج من البيت. وينطلق منه. وبعد ذلك يمكنه الخروج إلى الجهة. والإقليم. والمدينة. والبلد. ثم العالم. متجاوزا العتبة. بتدرج. و بتجنب الأخطاء التي وقعت في الماضي. وبإعطاء الأولية لأقرب شخص إليك. ولا طبقة عاملة إلا إذا هي اهتمت بالعائلة. والاشتراكي الحقيقي هو الذي يؤهل فلذة كبده. وذلك لتجاوز كل الإخفاقات التي تعرضت لها الإيديولوجيات الشيوعية والديموقراطية الاشتراكية. ولئلا تصطدم مرة أخرى بالواقع على الأرض. فالأممية بعيدة. أما الابن فقريب. وفيه تتحقق المساواة. والعدالة. وفيه الاشتراكية مضمونة. وماثلة أمامك. وتترعرع. الابن هنا هو اختزال للشعب. ولمس له. وجعله واقعيا. دون أن يجهد الاشتراكي نفسه بالبحث عنه في مكان آخر. وقد يجده. وقد يقضي حياته كله بحثا عنه. دون أن يعثر له على أثر. أو تعريف. فالابن واضح. ويمكن تجسيده. ويمكن رؤية الاشتراكية تتحقق فيه. أما الشعب فغامض. أما الطبقة العاملة فقد اختفت بعد سيطرة الآلة والذكاء الاصطناعي. ومن ليس اشتراكيا مع ابنه فلا يمكنه أن يكون اشتراكيا مع الغريب. ومع من لا صلة قرابة تجمعه به. و يبدأ هذا بتوفير الدعم للأسرة. والعناية بها. والدفع بها. ومنح الدعم العمومي. للابن. وقد تكون ابنة. لأن الاشتراكي النووي لا يميز بين الذكر والأنثى. وهو بالتعريف حداثي. تقدمي. فقبل أن نبلغ دولة-الرعاية. والدولة الاجتماعية. علينا أولا أن نركز على الابن-الرعاية. وأن نقويه. وأن نحدب عليه. ونوفر له كل شيء. ونصنع له شركة. وعندما ينجح الابن. يكون لذلك أثر على نجاح الدولة. وعلى نجاح العالم. و على نجاح الاشتراكية. لكن كيف؟ بتأميم الابن. وجعله قطاعا عاما. وبتأسيس شركة له بسرعة قياسية. لينجز فيها الدراسات الاستراتيجية. ضد جشع الأسرة الخصوصية. التي تقاوم أي دعوة للابن المدعوم. وضد الأبناء ذوي النزعة الأنانية السائدة في الدول والمجتمعات الرأسمالية. ويعود الفضل في هذا التجديد وهذا البعث لليسار إلى الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. والحال أن لا كرامة لاتحادي في وطنه. وبدل أن نعتبره منقذا للفكر الاشتراكي الذي يعاني منذ مدة طويلة. ننتقده. و نحاسبه على مبلغ بسيط من دعم الدولة للأحزاب. فقط لأنه خصصه لابنه وللمهدي كي ينجزا به الدراسات. والاستراتيجيات.