الازمة العالمية التي عرفها ويعرفها العالم ثم الحراك الاجتماعي والسياسي في المغرب والخوف من المجهول دفع عددا من المواطنين، خاصة لمفرحين، إلى سحب كميات كبيرة من الأموال من البنوك. مسؤول كبير في إحدى المؤسسات البنكية أكد ل"كود" أن سحب الأموال وبكميات كبيرة بعد منذ شهر فبراير (يعني خافو من 20 فبراير)، واستمر بعد ذلك". بخصوص الكميات المسحوبة، اكتفى المسؤول بالقول "كميات كبيرة". موضوع حساس لا أحد يريد إثارته، حتى مدراء وكالات الأبناء الذين أكد أحدهم ل"كود" أن "السحب كان مكثفا قبل 20 فبراير، وأن هؤلاء لم يعيدوا أموالهم إلى حساباتهم".
هؤلاء ومع التحولات الداخلية والخارجية، لجئوا إلى الاحتفاظ بأموالهم، وهذا ما يفسر الإقبال الكبير على شراء الخزائن (الكوفر) ووضع الأموال داخلها. فقد عمد عدد من هؤلاء إلى إقامة خزائن داخل منازلهم، فيما هرب آخرون بعضا من تلك الأموال إلى الخارج.
الوضعية الحالية حرجة للغاية، فالأبناك المغربية تدق ناقوس الخطر لأنها تفتقر إلى السيولة، فقد أعلنت آخر الإحصائيات أن العجز تفاقم في الأشهر الثلاثة الأخيرة ب4،9 مليار، ليصل حاليا إلى 26،5 مليار.
الجرائد الاقتصادية لم ترغب في الحديث عن إخراج المواطنين لأموالهم من الأبناك خوفا، بل اكتفت بالحديث عن أسباب ثانوية منها العطلة الصيفية وشهر رمضان وكلاهما يكون الإقبال على القروض من قبل المواطنين مما يؤثر على السيولة داخل الأبناك. هذا الوضع سيؤدي إلى ارتفاع نسبة التضخم. ينضاف إلى هذه الأزمة أزمة العملة الصعبة إذ لم يعد احتياطي المغرب يتجاوز 6 أشهر بعد أن كان يفوق السنة قبل أشهر