[email protected] رفضت تونس الإنصياع لنظام العسكر في الجزائر من خلال التغاضي عن التطرق لنزاع الصحراء خلال مداخلتها في مناقشات الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة في دورتها ال 78، المنعقدة في نيويورك. وتغاضى وزير الشؤون الخارجية التونسية، نبيل عمار، خلال تلاوته لبيان تونس عن التطرق لنزاع الصحراء، ما يؤكد عدم رضوخ بلاده لضغوط نظام العسكر الجزائري الذي يحاول فرض نزاع الصحراء كمسألة ذات أولوية بأشغال الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة، ويسعى جاهدا للفت الإنتباه من خلال تأليب حلفائه وتوجيههم لإستحضار نزاع الصحراء إنطلاقا من زاوية معالجة تخدمه وتعادي الوحدة الترابية للمملكة. Loading Ad 00:00 / 00:00 ولم يشر وزير الشؤون الخارجية التونسية، نبيل عمار للصحراء ولم يتطرق لها، مكتفيا بإبداء موقفه من قضايا على غرارالقضية الفلسطينية وليبيا وسوريا واليمن، ثم السودان، مع الدعوة لتظافر الجهود الأممية لمساعدة أفريقيا في أزماتها. وقال وزير الشؤون الخارجية التونسية بالحرف: "وفي محيطنا المباشر، نجدّد تأكيد التزامنا الثابت بمواصلة تقديم كلّ الدّعم للأشقّاء اللّيبيين ومساعدتهم على التوصّل إلى تجاوز الخلافات وتحقيق تسوية سياسية عن طريق حوار ليبي – ليبي بمساعدة الأمم المتّحدة، تعزّز الوحدة الوطن ية وتحفظ سيادة ليبيا واستقلالها. كما نؤكّد رفضنا للخيارات العسكرية، ولكلّ أشكال التدخّل ال خارجي في الشؤون الداخلية لليبيا، المباشر منها وغير المباشر". وأضاف: "وندعو، في نفس السياق، إلى تضافر الجهود الأممية والدولية لإيجاد حلول سياسية للأوضاع في كلّ من سوريا واليمن، تنهي معاناة شعب يهما الشقيقين وتعيد إليهما الأمن والسلم، وتحفظ سيادتهما واستقلالهما ووحدتهما الترابية. كما تدعو تونس إلى وقف التصعيد في السودان الشقيق والاحتكام إلى الحوار لتجاوز الأزمة". وتابع: "كما ندعو إلى تضافر الجهود الأممية والدولية لمساعدة إفريقيا على التخلّص من الأزمات المتتالية، التي لم تتسبّب قارّتنا في الكثير منها، ونؤكّد على أهمية إضفاء بعد أخلاقي أكبر في التعاملات الاقتصادية، مراعاة مصالح البلدان الإفريقية". ويُفهم من عدم إستحضار تونس لنزاع الصحراء محاولتها تخفيف التوتر في العلاقات مع المغرب، لاسيما بعد استقبال الرئيس التونسي، قيس سعيد، السنة الماضية، لزعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، في القمة الأفريقية المنظمة ببلاده، والتراشق بالبيانات بين تونس والرباط. ويعد عدم تطرق تونس للنزاع وعدم إنخراطها في الترويج لأطروحة الجزائر من الملف في الجمعية العامة، إشارة ثانية من تونس للمغرب قصد إعادة العلاقات للسكة الصحيحة، وذلك في غضون نحو ثلاثة أسابيع فقط، بعد التعزية التي تقدمت بها نتيجة للزلزال الذي ضرب أنحاء متفرقة من المملكة المغربية وتسببه في آلاف القتلى والجرحى.