ثواني قليلة في ليلة الجمعة 8 شتنبر الجاري كانت كافية تمحي ملامح أقدم حي بمدينة مراكش، وتخليه مهدد بالانهيار الكامل بعدما رابو ديور وجزء من السور التاريخي لي داير بالحي. السور اللي كيرجع بناءو لهادي 400 سنة مقاومش الزلزال، واخا كيبان عريض وبناءو صعيب، انهار فثواني. بالقرب من زنقة "صلات العزمه" مدخل درب تلموذ التوراة، اللي معروف باليهود للي كيجيو ليه، خدامة جرافة كتهدم السور لي حد هاد المدخل. أحد القاطنين في مدخل الحي، صرح ل"كود": "كيجيبو لينا الماكلة والغطا ولكن معارفينش المصير ديالنا"، مضيفا: "أنا كاري هنا ومول دار قالي خرج ومعرفتش فين نمشي". وتابع: "اليوم باقي كيقلبو وجايبين الكلاب باش يقلبو على الضحايا"، موضحا: "كاين لي معندوش لي يسول عليه ومعارفينش واش حي ولا لا". وعاينت "كود"، محاولات السلطات إقناع الساكنة بإفراغ منازلهم نظرا لخطورة التشققات داخلها ووجود إمكانية السقوط. لكن المفاجأة أن الساكنة مستعدة تبقا فديورها واخا تريب ومبغاتش تخرج نهائيا. ويرتبط التجمع السكاني اليهودي في المدينة العتيقة بمراكش بحي الملاح (السلام حاليا)، الذي يحفل بتاريخ عريق ارتسمت ملامحه على مبانيه الأثرية، الناطقة بالتاريخ الطويل لليهود المغاربة الذين عاشوا بالمملكة المغربية منذ قرون طويلة، حيث شيدوا منازلهم ومحلاتهم التجارية ومدارسهم ومعابدهم.