حصلت "كود" على عدد من الوثائق الخاصة حول صفقات تفضيلية حصل عليها منتخبون ومقربون منهم. وستقدم "كود" نسخا من جميع الوثائق في وقت لاحق. هكذا فإن مقهى السقالة بالمدينة القديمة تكتريها شركة "رستو برو" من مجلس المدينة ب750 درهما للشهر، أكثر من هذا فإن عقد الاستغلال انتهى سنة 2010 ولم تجديده لتستمر الشركة في العمل إلى اليوم بدون رخصة. ورغم المراسلات مازال الوضع كما كان. للتذكير فإن ثمن أرخض مشروب بهذا الفضاء يتجاوز 15 درهما. كما أن هذا الفضاء يعد من الفضاءات الأثرية بالمدينة. من أمثلة هذه العقد الغامضة والغريبة تلك التي حولت إلى صهر رئيس لجنة التعمير بمجلس المدينة، وحسب معطيات حصلت عليها "كود" فإن هذا الصهر مجرد واجهة لرئيس لجنة التعمير. يتعلق الأمر بمساحة خضراء وقاعة للحفلات ومقهى بملعب التنس بمولاي رشيد، ثمن الكراء سنويا ب10 آلاف درهما، المثير للغرابة في هذا العقد هو أن مجلس المدينة يتكفل بالماء والكهرباء والوادي الحار. للإشارة فقط، فإن قاعة الحفلات تكرى ب20 ألف درهما لليلة الواحدة. مثال آخر عن عقد الاستغلال المشبوهة تلك البقعة الأرضية لإقامة محطة للوقود قرب المجازر (حي للا مريم) التي اكتراها شخص من مجلس مجلس المدينة. مساحة هذه البقعة 3 آلاف متر مربع وثمن الكراء 20 ألف درهما، إلى هنا يبدو الأمر، إلى حد ما مقبولا، غير أن المثير هو أن هذا الشخص ترامى على 2950 متر مربع بمحيط المحطة منذ سنوات ليضمنها إلى المحطة، كل هذا بدون سند قانوني، وقد وجه رئيس الجماعة الحضرية رسالة في الموضوع إلى رئيس مجلس المدينة قبل ثلاث سنوات، ولا جواب إلى اليوم. في عين الدئاب يتم استغلال مرافق وفضاءات تابعة لمجلس المدينة، منها كلوب "الليدو"، فبموجب عقد استغلال بين مجلس المدينة ورئيس الوداد البيضاوي لكرة القدم عبد الإله أكرم، كان على هذا الأخير أن يقوم باستثمارات كبيرة، وهو ما لم يحصل، بل يستغل هذا الشخص الباركينك المجاور للنادي بدون سند قانوني. من الفضائح التي تكشف عنها الوثائق، بيع بقعة أرضية تحولت إلى محطة للبنزين عوضها كرائها، ثم استفادة شقيق، شفيق بنكيران، رئيس جهة الدارالبيضاء عن حزب التجمع الوطني للأحرار، من محطة أولاد زيان الطرقية. الوثائق تتضمن وثيقة عن استفادة برلماني حزب "الأصالة والمعاصرة" والمستشار الجماعي رضوان نظام، من اتفاقية شراكة مع مجلس المدينة، رغم حالة التنافي (لا يحق لمستشار جماعي استغلال أو الاستفادة من عقود مع مجلس المدينة). يتعلق الأمر باتفاقية شراكة بين مجلس المدينة وشركة إطرو التي يملكها البرلماني، لبناء 4 أسواق نموذجية بسيدي معروف، ورغم الخروقات التي شهدها المشروع، فإن برلماني "البام" لم يؤدي ما بذمته لمجلس المدينة منذ 2006، وتقضي الاتفاقية بأداء 10 دراهم عن كل متر مربع. هناك محلات باعو فيها الساروت بوحدو ب30 مليون، رغم أن هذه العملية غير قانونية. هذه الصفقات المشبوهة والغريبة تضيع فيها الدارالبيضاء مائة مليار سنتيم، حسب تصريح مصطفى رهين، عضو مجلس المدينة، ل"كود"، وأوضح أن المداخيل المحلية حاليا تصل إلى 58 مليار سنتيم مداخيل محلية (كراء أسواق استغلال الملك العمومي)، مضيفا أن هذا الرقم يمكن أن يصل إلى 158 مليار لو اتبع الحد الأدنى من الشفافية في عقود الاستغلال هذه. رهين أوضح أن ما حصل عليه المستشارون ليس سوى 10 في المائة من الوثائق المتعلقة بعقود الاستغلال.