علمت كود أن إسبانيا انضمت مؤخراً إلى مبادرة أوروبية قديمة-جديدة تهدف إلى تقديم مساعدات مادية للمهاجرين الأفارقة من أجل ثنيهم عن محاولاتهم لاجتياز الحدود المغربية-الإسبانية بغرض دخول المدينتين المحتلتين سبتة و مليلية، و بالتالي العودة إلى بلدانهم.. هذه المبادرة التي أطلقتها منذ 2005 مجموعة من الدول الأوروبية وهي سويسرا وهولندا وبلجيكا و السويد بتنسيق مع المنظمة الدولية للهجرة التي دعمت الفكرة وقدمت دعماً لوجيستيكيا لها إلى جانب الدعم المادي للدول الأربعة، حيث حدد المقابل المادي للتراجع عن فكرة الهجرة والعودة إلى الوطن في 500 دولار أمريكي تمنح مباشرة لكل مهاجر إفريقي من دول جنوب الصحراء متواجد فوق الأراضي المغربية المتاخمة لمدينتي سبتة ومليلية حيث كان يترصد الفرصة السانحة لاجتياز الحاجز الحدودي المحيط بالمدينتين. وقد نجحت هذه المبادرة منذ بدايتها سنة 2005 في إعادة 4269 مهاجر إفريقي إلى بلادهم.. لكن خلال سنتي 2011 و 2012 توقف العمل بهذه المبادرة نظراً لغياب الدعم من أكثر دولتين معنيتين بهذا الموضوع وهما إسبانيا والمغرب. لكن في ظل الأحداث الأخيرة المتسارعة الخاصة بملف الهجرة السرية نحو سبتة ومليلية براً و بحراً، قررت إسبانيا إعادة إحياء هذه المبادرة واتصلت بالدول الأربع وبالمنظمة الدولية للهجرة معلنة انضمامها إليهم وانخراطها الكلي في هذه العملية. كما ألحت على كافة الدول الأوروبية بالمساهمة المالية في تنفيذ هذه الفكرة. ومنذ بداية السنة الحالية نجحت هذه المبادرة في إقناع 158 مرشحا لاجتياز حدود سبتة ومليلية للعودة من حيث أتوا. وقد أعلن وزير الداخلية الإسباني خورخي فرنانديز دياز في زيارته الأسبوع الماضي للمدينتين تعويله الكبير على تعاون المملكة المغربية مع هذه المبادرة الأوروبية عبر إحصاء المهاجرين السريين الأفارقة المتواجدين فوق ترابها و عبر تقديم العون التقني و البشري للجان الأوروبية التي تدخل في اتصالات مباشرة مع المهاجرين الأفارقة فوق الأراضي المغربية.